وجه رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري رسالة الى رئيس المجلس الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل، هنأ فيها المجلس والشعب الليبي ب «الانتصارات التي حققها الثوار على طريق تحرير ليبيا من الطاغية معمر القذافي». وجاء في نص رسالة بري: «باسمي وباسم مجلس النواب اللبناني أتقدم منكم ومن المجلس الوطني الانتقالي ومن الشعب الليبي العظيم بأحر التهاني بالانتصارات التي حققها الثوار ودخولهم طرابلس الغرب ووصولهم الى ميدان الشهداء على طريق تحرير ليبيا من حكم الطاغية معمر القذافي وأثاره وإقامة دولته الدستورية المدنية موجهاً التحية الى شهداء ثورتكم البواسل والى الذين وقعت عليهم جرائم وارتكابات النظام خصوصاً عملياته التدميرية للمدن والبلدات»، وأضاف: «إن لبنان الذي يشارككم فرحتكم الكبرى تحكمه غصة الحزن بسبب استمرار الطاغية معمر القذافي منذ نهاية شهر آب (أغسطس) 1978 في اختطاف وتغييب سماحة الإمام السيد موسى الصدر رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى والمفكر الإسلامي الذي عمل من أجل التقريب بين المذاهب ورجل الإصلاح والاعتدال والحوار والتعايش الوطني في لبنان، وكذلك اختطاف رفيقيه فضيلة الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين». وتمنى بري على المجلس السعي مع قادة الثورة لمساءلة أركان النظام الذين سلموا أنفسهم أو انضموا الى المجلس عن مكان الصدر ورفيقيه «لوضع حد لجريمة الاختطاف المستمرة منذ ثلاثة وثلاثين عاماً»، وقال: «إننا في لبنان نؤكد سلفاً على بناء أوثق علاقات الثقة مع بلدكم الشقيق وعلى تطوير العلاقات في جميع المجالات». وترأس بري اجتماع هيئة الرئاسة في حركة «أمل». وطالب بيان صادر عن الاجتماع «الحكومة اللبنانية بأن تبادر فوراً الى إرسال بعثة حكومية رسمية لبنانية رفيعة الى العاصمة الليبية للقاء المسؤولين الليبيين وتقصي الحقائق وتحرير الإمام الصدر ورفيقيه». الى ذلك، اعتبر الرئيس السابق للحكومة اللبنانية سليم الحص في تصريح أمس باسم «منبر الوحد الوطنية» أن «تحرير ليبيا من استبداد القذافي هو إنجاز عظيم. هذا مع العلم أن تكلفته كانت باهظة بما سقط من شهداء في صفوف الشعب». واستغرب الحص «كيف أن الحاكم المستبد يصر على تقاضي ثمن فاحش من الناس خلال حياته الآثمة كما عند مصرعه. فعدد الذين استشهدوا في عملية الإطاحة به كان مروعاً»، مشيراً الى أن «السفاحين من أمثال القذافي لا يخافون الله عز وجل ولا يردعهم رادع»، ومؤكداً أن «القذافي لم يكن الحاكم المارق الوحيد في العالم العربي. فهو كان أنموذجاً صارخاً عن الحكم في كثير من الأقطار العربية التي تنوء تحت أنظمة حكم فاجرة لن يكون التخلص منها للأسف الشديد إلا بأثمان باهظة». وختم قائلاً: «سلام على الديموقراطية التي يجري فيها التغيير سلمياً في كل الأوقات». «حزب الله»: لتحديد مكان الصدر وحيا «حزب الله» الشعب الليبي «المنتصر وثورته المظفرة قادة وشعباً بالانتصار العظيم على الطاغية المستبد». واورد في بيان «اننا في لبنان وخصوصاً المقاومة اللبنانية بكل فصائلها نتطلع الى جهودكم الكريمة لتحديد مكان احتجاز امام المقاومة في لبنان السيد موسى الصدر ورفيقيه الشيخ يعقوب وبدر الدين الذين اختطفهم الطاغية معمر القذافي لمصلحة المشروع الصهيوني في المنطقة والامل ان يتيح الله على ايديكم انجاز حريتهم وعودتهم الى عائلاتهم وساحة جهادهم». وبارك الوزير السابق إبراهيم شمس الدين، في بيان له «انتصار الشعب الليبي واسترداده لبلده وحريته وقراره من معمر القذافي الطاغية والقاتل والخاطف». ورأى أن «الشعوب لا تتهم بأنها عميلة للخارج أو مشبوهة العلاقة وتحرك الشعوب العربية للتحرر من طغاتها في الداخل هو تعبير عن وعي لحريتها التي منحها الله إياها بدل العبودية التي أرغمها حكامها عليها». ودعا «الدولة اللبنانية بمن فيها رئاسة مجلس النواب الى المسارعة والاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي كممثل شرعي وقانوني للشعب الليبي بدل التأخر الغامض وغير المبرر طوال الفترة الماضية وذلك تمهيداً لجلاء قضية الإمام الصدر ورفيقيه المركونة في باب العزيزية»، مؤكداً أن «الشعب اللبناني يرغب بشدة في أن تكون لدولته سياسة خارجية بدلاً من علاقات شخصية متعددة مع الخارج».