أعلنت الحكومة العراقية تشكيل لجنة فنية وإرسالها الى إيران «بشكل عاجل» للبحث في سبب قطع المياه التي تنبع من أراضيها، فيما اتهمت لجنة المياه والزراعة في البرلمان الحكومة بمحاباة طهران و «مجاملتها» ما أضعف موقف بغداد. وكشفت لجنة ترسيم الحدود مع إيران أول من أمس أنها تبلغت عزم إيران وقف تدفق الأنهر الى العراق وعزت السبب الى نقص المياه لديها. وقال المستشار في الحكومة سلام القريشي في تصريح الى «الحياة» إن «الحكومة تبدي خشيتها من تنفيذ القرار الإيراني بقطع تدفق المياه إلى دجلة لما سيترتب عليه من آثار اقتصادية وزراعية كبيرة». وأضاف إن «الحكومة قررت تشكيل لجنة فنية تضم خبراء في وزارات الموارد المائية والزراعية وإرسالها في شكل عاجل إلى إيران للتفاوض مع المسؤولين هناك حول قرار وقف تدفق المياه». وزاد أن «الحكومة تعمل حالياً على معالجة المعوقات والمشاكل التي تواجه تنفيذ خططها لتنمية الموارد المائية والزراعية». وأوضح أن «قرار إيران قطع الأنهر سيخلق مشاكل زراعية، ما يتطلب إجراء مفاوضات صريحة على أساس تحقيق مصالح البلدين». ولفت الى أن «حجم التجارة المشتركة بين البلدين سجل ما يقارب 4 بلايين دولار العام الماضي وهو إنجاز كبير على الصعيد الاقتصادي، وبالتالي هناك حاجة للحفاظ على المكتسبات التجارية بين البلدين وتطويرها». واتهمت عضو لجنة المياه والزراعة في البرلمان عتاب الدوري الحكومة ب «مجاملة» إيران وعدم مصارحتها بالمشاكل التي تسببها في العراق على كل المستويات الأمنية والسياسية وأخيراً الاقتصادية. وقالت الدوري في تصريح الى «الحياة» إن «موقف الحكومة الخجول من إيران خلال السنوات الأخيرة أضعف موقف العراق التفاوضي، خصوصاً في جانب الحدود والأنهار والروافد المشتركة». وأضافت إن «تقارير صادرة عن وزارة الزراعة والهيئات الفلاحية في العراق ناشدت الحكومة والبرلمان التدخل سريعاً لحل الأزمة بسبب التأثيرات السلبية التي ستتعرض لها الزراعة في البلاد». ولفتت الى أن «إيران تمارس سياسة القوي والضعيف من خلال تجفيف نهر الوند واستخدامها أسلوب الحفر المائل في استنزاف مكامن النفط العراقي إضافة الى قصفها المستمر للقرى الحدودية في إقليم كردستان»، وطالبت بإجراء «مفاوضات شاملة مع إيران حول كل الملفات العالقة بين البلدين». وقطعت إيران حتى الآن المياه عن أكثر من 45 رافداً وجدولاً موسمياً كانت تغذي الأنهر والأهوار في العراق أهمها نهر الكرخة والكارون والطيب والوند وآخر تلك الأنهر التي قطعت خلال الأيام العشرة الماضية نهر هوشياري في محافظة السليمانية.