أعلن قائد الحرس الثوري في منطقة سردشت شمال غربي إيران، أمس أن قواته سيطرت على ثلاثة معسكرات لحزب «الحياة الحرة» (بيجاك) الكردي المتمرد في الأراضي العراقية. وقال الكولونيل دلاور رنجبرزاده إن «المساعدة كانت تقدم للإرهابيين (في بيجاك) من ثلاثة معسكرات في الأراضي العراقية وكل هذه المعسكرات سقطت بأيدي القوات الإيرانية التي تسيطر بالكامل على المنطقة». وأضاف: «في المواجهات بين قوات حرس الثورة وعناصر بيجاك المعادين للثورة والإرهابيين، قتل عناصر عدة (من هذه المجموعة)»، متحدثاً عن سقوط قتيل وثلاثة جرحى في الجانب الإيراني. وأوضح أن العمليات التي بدأها الحرس الثوري السبت في الأراضي العراقية مستمرة «بقوة وعزيمة»، قائلاً إن «المنطقة برمتها» تخضع لسيطرة القوات المسلحة الإيرانية. إلى ذلك، قطع عراقيون الطريق البري إلى إيران، احتجاجاً على وقف تدفق نهر الوند إلى الأراضي العراقية. وأشار رنجبرزاده في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية «أرنا» الى أن التدخل ضد عناصر «بيجاك» انطلق مساء السبت في منطقة مروان الحدودية حيث معسكر الحركة الكردية على بعد نحو 50 كلم من مدينة سردشت. وقال إن المعسكرات الثلاثة التي تمت السيطرة عليها في الأراضي العراقية كانت تستخدم قاعدة خلفية لمعسكر مروان، حيث كان يتمركز «30 عضواً في حزب الحياة الحرة منذ أربع سنوات». وحزب «الحياة الحرة» تأسس عام 2003 في جبال إقليم كردستان العراقي الحدودية، وعقد ثلاثة مؤتمرات حزبية جدد في آخرها انتخاب عبدالرحمن حاجي أحمدي الذي يعيش في أوروبا، رئيساً. وغالباً ما تقصف القوات الإيرانية المناطق الحدودية الكردية العراقية التي تؤوي هؤلاء الانفصاليين. وفي 11 تموز (يوليو)، أكدت إيران أنها تحتفظ «بحق» الهجوم على قواعد الحزب في كردستان العراق. على صعيد آخر، نظم المئات من المواطنين والناشطين في قضاء خانقين شرق بغداد اعتصاماً عند معبر المنذرية الحدودي مع إيران ومنعوا عبور المسافرين والشاحنات التجارية إلى الجانب العراقي احتجاجاً على قطع إيران مياه نهر الوند عن القضاء. وقال الناشط المدني صالح النجار في تصريح إلى «الحياة» إن «نهر الوند الذي يعتمد عليه أبناء خانقين تعرض للجفاف في شكل نهائي بعد أن قامت السلطات الإيرانية بتحويل مجراه، إذ تقوم بقطع المياه طيلة فصل الصيف ثم تعاود إطلاق نسبة قليلة من مياهه خلال فصل الشتاء»، مبيناً أن «أهالي خانقين كانوا شكلوا مجموعة وأمهلوا الجانب الإيراني قبل نحو أسبوع لفض النزاع المائي، إلا أنهم لم يتلقوا أي إجابة ما دفع بهم إلى تنظيم اعتصام بمشاركة عدد من نشطاء منظمات المجتمع المدني والمسؤولين ونواب من التحالف الكردستاني ورئيس مجلس ديالى لقطع الطريق الدولي الرابط بين العراق وإيران أمام الزائرين وشاحنات نقل البضائع الإيرانية». وأوضح النجار أن «المعتصمين مصرون على الاستمرار في قطع الطريق لحين استجابة الجانب الإيراني لإطلاق مياه النهر»، متهماً إيران «بالتدخل في كل مجريات حياة العراقيين سواء كانت في مجال السلطة أو قطع مصادر المياه وصولاً إلى قصف القرى في إشارة الى قصف قرى، وسط صمت السلطات التنفيذية والتشريعية». وينبع نهر الوند الذي يبلغ طوله نحو 50 كيلومتراً من قمم جبال دالاهو في محافظة كرمنشاه الإيرانية ليمر في وسط مدينة خانقين (155 كلم شمال شرقي بعقوبة) ثم يلتقي مع نهر سيروان الذي ينبع من إيران أيضاً، ويشكل التقاء النهرين نهر ديالى الذي يصب في دجلة. وقال النائب عن «التحالف الكردستاني» حسن جهاد أنه سلم «مذكرة الى رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي تتعلق بالمشكلة، وقد تم رفعها إلى وزارة الخارجية العراقية لتسليمها الى الجانب الإيراني، لكن من دون جدوى». وكان وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري صرح خلال زيارة له إلى طهران الشهر الماضي أن الجانبين العراقي والإيراني احرزا «تقدماً ملحوظاً في مجال تعيين الحدود البرية والمائية قائم على أساس المبادئ التي يعتقد بها البلدان، بعيداً عن الضجيج السياسي». أكدت الأجهزة الأمنية في محافظة ديالى أن مئات المحتجين قطعوا الطريق البري باتجاه الحدود الإيرانية وذلك احتجاجاً على قطع إيران مياه نهر «الوند» الذي يغذي مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية دعا مسؤولون محليون الحكومة الى التدخل ومطالبة طهران بإطلاق مياه النهر للحيلولة دون «حصول كارثة بيئية». وانتقد النائب عن التحالف الكردستاني يوسف أحمد وزارتي الخارجية والموارد المائية لعدم اتخاذهما أي إجراء حيال أزمة المياه التي يشهدها قضاء خانقين جراء قطع إيران مياه نهر الوند عنه. ووصف أحمد في تصريح الى «الحياة» «أوضاع الزراعة في القضاء بالكارثة جراء قيام إيران بقطع مياه نهر الوند الذي يغذي خانقين بمياه الزراعة ومياه الشرب». وأشار مصدر مسؤول في مجلس محافظة ديالى الى وجود نحو 1000 زائر إيراني عالقين عند الحدود العراقية - الإيرانية بعد أن منع المتظاهرون السفر بين البلدين. ويصب نهر الوند في مدينة مندلي ويروي مساحة كبيرة من الأراضي الزراعية وينص (المحضر 28) من بروتوكول 1914 الموقع بين العراق وإيران.