لا حاجة للانتظار ولا إلى الالتزام بتوقيت معين بغية متابعة الأعمال الرمضانية، إذ تكفي زيارة سريعة لموقع «يوتيوب» لمتابعة أي من الأعمال التي ترفع حلقاتها بشكل يومي على الموقع، من دون أي فواصل إعلانية، هكذا تبدو الصورة لمتابعي الموقع الشهير وعلى رغم أن هذه الظاهرة كانت حاضرة في العام الماضي إلا أنها هذه السنة تبدو أكثر حضوراً وأهمية، بعد أن باتت جزءاً رئيسياً من المشهد الدرامي الرمضاني. وظهرت مع بداية شهر رمضان هذا العام قنوات إلكترونية على موقع «يوتيوب» تخصصت في تقديم الحلقات اليومية لعدد من الأعمال فبينما تخصص بعضها في نقل المسلسلات السورية أو المصرية حصرياً اتجهت أخرى لعرض خليط من الأعمال أو الاقتصار على برامج ومسلسلات قناة بعينها، وبدا تأثر القنوات الفضائية بهذه الخطوة واضحاً إذ نجحت فضائيات مختلفة في كسب احتجاجاتها وبالتالي إيقاف هذه القنوات الإلكترونية. لكن العملية لم تعد مقتصرة على القنوات الإلكترونية إذ يلجأ الآلاف من زوار الموقع الشهير وبشكل يومي إلى رفع حلقات الأعمال البارزة على صفحات مختلفة تكفي معها عملية بحث بسيطة في العثور على أي حلقة من هذه المسلسلات وبجودة عالية في كثير من الأحيان. كل هذه الخطوات تفتح السؤال أمام قدرة السوق الإعلانية على الصمود في وجه مثل هذه الموجات الجديدة، خصوصاً وأن طرق الهروب من الفواصل الإعلانية لم تعد مقتصرة على التحركات الإلكترونية غير النظامية إذ توفر أجهزة البث الرقمي الجديدة خيار تسجيل الأعمال التلفزيونية بجودتها الكاملة ما يوفر للمشاهد متابعتها متى شاء وتسريع عرضها إذ ما رغب في تجاهل مشاهدة الإعلانات. لكن الحلول البديلة لا تزال قائمة بحسب رئيس القسم الفني بصحيفة الرياض رجاء المطيري الذي يقول: «بالتأكيد أن طرق متابعة الأعمال التلفزيونية تغيرت خلال الأعوام الماضية والخيارات باتت أكثر، ومن الصعب حصر المشاهد في إطار الفضائيات ومواعيد عرضها التي قد يأتي بعضها غير مناسب ومن هنا تولدت فكرة البحث عن بدائل». ويضيف: «نجاح المشاهدين في العثور على بديل لا يعني بالضرورة بأن الفضائيات ستقف عاجزة وهي تعيش مراحل انهيار سوقها الأهم، إذ ان السوق الإعلانية تملك عدداً من الحلول أبرزها إدراج الإعلانات داخل العمل». مستشهداً بتجربة فيلم توم هانكس الشهير «كاست آوي» والذي دارت أحداثه بالكامل حول موظف يعمل لشركة عالمية تقوم بتوصيل الطرود قبل أن تقع طائرة هذه الشركة مخلفة الموظف وحيداً على جزيرة نائية لخمسة سنوات، «لم يتأثر العمل بهذا الإعلان على رغم أن اسم الشركة كان حاضراً في أكثر من مشهد داخل الفيلم والكثير من الجماهير التي تابعت الفيلم تستشهد باسم الشركة اليوم للتذكير به ومثل هذه الطريقة قد تكون الوسيلة الأفضل لتقوية السوق الإعلانية والحفاظ على قيمة الأعمال متى تم التعاطي معها بطريقة تخدم النصوص». لكنه في الوقت ذاته أكد على أن نجاح الأميركيين في هذه التجربة لا يعني بالضرورة نجاحها في العالم العربي إذ ان زيادة نسبة الإعلانات داخل الأعمال تفقدها قيمتها إضافة إلى أن المنتجين قد يقعون في الكثير من الأحيان ضحية رغبات المعلنين المفروضة عليهم.