على رغم اجتهاد القنوات طوال الموسم الرمضاني لاختيار أفضل مواعيد العرض لأعمالها البارزة، يجد المتابع نفسه في اليوم الأخير من رمضان، مجبراً على الخيار الإلكتروني لمتابعة الحلقات الأخيرة لأعماله المفضلة، إذ تنشغل القنوات الحكومية في اليوم الأول من العيد بعرض مباشر لصلاة العيد، وما يعقبها من احتفالات رسمية، بينما تتبع القنوات الخاصة النهج ذاته تقريباً مع تغييب بعض المناسبات الرسمية. لكن غالب القنوات تتفق في تغيير مواعيد عرض الحلقات المتبقية من أعمالها، وأحياناً بتجاهل تام للمتابع الذي تغيب عنه هذه المواعيد، وفي ظل الثورة الإلكترونية التي يعيشها العالم يجد الكثيرون في مواقع البث المصور مثل "يوتيوب" أو المواقع العربية الخاصة حلاً لمتابعة هذه الحلقات، إضافة لما توفره المواقع الإلكترونية الرسمية للقنوات الفضائية من عروض تخلو من الفواصل الإعلانية. وعلى رغم ما تتيحه هذه الخيارات من حلول جيدة للمشاهد، إلا أنها تحرم القنوات من فرصة مهمة لتسويق أعمالها على المعلنين، إذ يزداد الاهتمام بالكثير منها مع وصولها للحلقات الأخيرة، لكن سوء جدولة العروض أو غياب مواعيدها الجديدة يفقدها القيمة ذاتها، كما أن المشاهد يفقد قدرته على الالتزام نظير التغيّر الكبير الذي يطرأ على جدوله اليومي في ظل التزامات العيد العائلية المختلفة. وفيما لا يبدو عرض الحلقات اليومية من المسلسلات على "يوتيوب" مستغرباً، يأتي عرض حلقات تشاهد للمرة الأولى إلكترونياً كظاهرة جديدة، إذ عرضت الحلقة الثلاثون من المسلسل المصري "آدم" قبل عرضها بيوم على القنوات الناقلة للعمل، وتأتي في مقدمها قناة "فنون" الكويتية، بينما فشلت أعمال أخرى في الحصول على الفرصة ذاتها، لكن الأعمال التلفزيونية بشكل عام حضرت بشكل لافت هذا العام عبر المواقع الإلكترونية، إذ تزيد أعداد متابعي بعض الحلقات التي تبث كاملة من دون فواصل على 50 ألف مشاهد خلال أقل من 15 ساعة، وهو الرقم الذي لن يكون تضاعفه مستغرباً في الحلقات الأخيرة من الأعمال ذاتها، كما ينتظر أن يبدأ منتجون بعرض أعمالهم عبر قنوات خاصة على الموقع ذاته خلال الشهر المقبل، وهي التجربة التي حضرت بشكل مميز مع المسلسل المصري "أهل كايرو" العام الماضي، إذ رفعت حلقاته الثلاثون كاملة بجود عالية ومن دون شعار لأية قناة في تجربة جديدة على الدراما العربية أسهمت في دعم العمل بعد الموسم الرمضاني.