قالت مصادر رفيعة في الحكومة الأردنية ل «الحياة» إن الأردن «يراقب بحذر انسحاب قوات الجيش العراقي من المناطق الغربية المتاخمة للمملكة، وإنه يتخذ إجراءات احترازية على حدوده لمواجهة أي طارئ». وقال وزير بارز في الحكومة إن «القوات النظامية العراقية انسحبت بالفعل صباح اليوم (أمس) من المناطق الغربية في محافظة الأنبار المتاخمة للأردن وسورية». وأضاف «صحيح أنه ليس لنا علاقة فيما يشهده الداخل العراقي من انسحابات، لكن هذه الانسحابات تجري على مقربة من حدودنا وتدفعنا للقلق والترقب واتخاذ الإجراءات كافة لحماية مملكتنا. فتهديد الأردن من الجهة العراقية لا زال يمثل سيناريو افتراضياً، لكننا سنتعامل معه بكل قوة وحزم وفي وقته، إن حدث لا قدر الله». وحول وجود اتصالات أو تنسيق بين الحكومة الأردنية ونظيرتها العراقية لغايات ضبط الحدود، أجاب الوزير أن «كل أجهزة الدولة الأردنية بدأت باتخاذ إجراءاتها الاحترازية على الحدود، وهذه الإجراءات يفهم منها ضمناً اللجوء إلى أي خيار لحماية أرضنا وشعبنا». ومنذ بدء الاضطرابات الأخيرة في العراق، يرفض الأردن التعليق على ما يجري هناك، باستثناء بعض التصريحات التي يصدرها وزراء أردينون من دون الإشارة إلى أسمائهم. وقال وزير آخر في الحكومة الأردنية ل «الحياة» اشترط عدم ذكر اسمه «نخشى أن تؤدي الاضطرابات لدى العراق إلى انعكاسات سياسية واقتصادية واجتماعية على المملكة، أو أن تتحوّل حدودنا الضخمة مع بغداد إلى تهديد أمني جديد، ناهيك عن التهديد الأمني المستمد من حدود الأردن مع سورية». وأردف «نعمل حالياً على إنجاز خطط عسكرية وأمنية لصد أي عدوان قد يطاول الأردن وشعبه، ولدينا القدرة الكاملة على التعامل مع الأحداث الاستثنائية». يذكر أن هناك معبراً ضخماً بين الأردنوالعراق، طريبيل، الذي يبعد عن عمان نحو 370 كيلومتراً وعن بغداد 570 كيلومتراً، ويقع قرب محافظة الأنبار.