أكد مسؤول في الاممالمتحدة ل "الحياة" اليوم الخميس استعداد المنظمة الدولية للتعامل مع أي نزوح محتمل للاجئين العراقيين إلى الأردن، بسبب تصاعد العنف في بلدهم وتقدم مسلحي "الدولة الاسلامية في العراق والشام" (داعش) نحو بغداد، فيما كشف مصدر حكومي أردني رفيع المستوى ل "الحياة" أيضا عن اجتماعات سياسية وأمنية وعسكرية تعقد على أعلى المستويات للتعامل مع أي تغيرات "دراماتيكية" عند حدود الاردنالشرقية مع العراق. وقال الناطق بإسم "المفوضية العليا لشؤون اللاجئين" التابعة للأمم المتحدة في الأردن علي بيبي إن المفوضية "تعمل عن كثب قرب الحدود الأردنية مع العراق، وتراقب التطورات هناك أولا بأول، من خلال التنسيق والتشاور مع الحكومة الأردنية"، وأضاف أن المفوضية "اتخذت الإجراءات كافة للتعامل مع أي حركة نزوح محتملة للعراقيين إلى الأردن، لكن قرار استقبالهم تقرره الحكومة الأردنية التي سندعمها بالطبع في كل تريد". وأشار إلى أن الأممالمتحدة "لم ترصد اي حالات نزوح جديدة من العراق إلى الأردن خلال الأيام القليلة الماضية، وأن العائلات الفارة من مدينة الموصل على سبيل المثال، تتجه إلى كردستان شمالا وليس شرقا". لكن بيبي اعتبر أن ما يشهده العراق "أمر يستوجب القلق ويتطلب وضع خطط استباقية". وقال "لدينا بالفعل خططا استباقية ومدروسة للتعامل مع أي موجات نزوح من العراق بالتنسيق مع الحكومة الأردنية، لكن ليس لدينا حتى الآن أي توقعات لأعداد اللاجئين المتوقعين، وما زال الأمر في اطار التوقعات فقط". وأضاف انه "إذا استمر الأمر على هذا النحو، يستحيل توقع ما قد يحصل لاحقا". واستوعبت المملكة خلال فترات متباينة موجات ضخمة من اللاجئين العراقيين، قبل الغزو الأميركي وبعده. وفي الاطار نفسه، قال مصدر حكومي رفيع ل "الحياة" إنه "لا توجد مؤشرات حتى الآن على نزوح أو لجوء مواطنين عراقيين إلى الأردن". وأضاف "على رغم ذلك، هناك تفاعل دائم بيننا وبين المفوضية العليا لشؤون اللاجئبن، وأجهزتنا على اتصال مستمر معها، لمتابعة الأمور وتفاصيلها". ولم يجب المصدر على الأسئلة المتعلقة بإمكان موافقة الأردن على استقبال موجات جديدة من اللجوء العراقي، لكنه قال "نتابع بقلق ما يجري، ولدينا خطط أمنية وعسكرية للتعامل مع أي تطورات قد تحدث على حدودنا"، وكشف عن "اجتماعات سياسية وعسكرية وأمنية تعقد على أعلى المستويات، لمواجهة أي طارئ". وهناك معبر وحيد بين الأردنوالعراق في طريبيل، يبعد عن عمان نحو 370 كيلومتراً وعن بغداد 570 كيلومتراً، ويقع قرب محافظة الأنبار. ولدى سؤال المصدر عن موقف الأردن من التقدم الذي بحققه "داعش" داخل العراق، أجاب "نعبر عن قلقنا البالغ من تمدد التنظيمات الإرهابية في الإقليم وقرب حدودنا". وكان رئيس الوزراء الأردني عبد الله النسور صرح الشهر الماضي إن الأردن "لا يتوقع زحف جيوش على البلاد، وإنما يخشى ويتحسب من زحف الإرهابيين".