احتفل العراقيون في مختلف المحافظات أمس بانسحاب القوات الاميركية من المدن رافعين شعار «وداعاً للاحتلال»، بعد ستة اعوام على الغزو واطاحة نظام الرئيس الراحل صدام حسين في نيسان (ابريل) 2003. وفي أحياء بغداد، مثل الحرية والكاظمية والشعب، نشطت مجموعات من الشباب في تزيين الشوارع ورفع لافتات عبارات تعبر عن فرحهم بالانسحاب مثل عبارة «وداعا للاحتلال» و «هذا يوم النصر وان طال انتظاره»، كما شهدت تلك المناطق انتشاراً أمنياً كثيفاً في الشوارع الرئيسة وقرب مرقد الامام الكاظم . وقال محسن اسود، وهو تاجر مجوهرات، ل «الحياة» ان «غالبية الصاغة في الكاظمية اغلقوا محلاتهم خوفا من وقوع حالات طارئة، او انفجارات مفاجئة». وأكد ان بعض االتجار من خارج المدينة «سيستمرون في إغلاق محلاتهم ليومين او ثلاثة لمراقبة الاوضاع». وفي منطقة الكرادة انتشرت لافتات اخرى للاحزاب والمنظمات الناشطة التي تطالب بخروج القوات الاميركية من العراق ، ووضعت بعض المحلات مكبرات للصوت على الارصفة تعبيرا عن ابتهاجها بيوم الانسحاب وشهدت مناطق الاعظمية والوزيرية نشاطات مماثلة. وفي شارع حيفا القريب من المنطقة الخضراء انتشرت آليات مختلفة للجيش. ووسط هذه الاستعدادات والاحتفالات أغلقت قوات الامن عدداً من الشوارع على جانبي الكرخ والرصافة، فيما زينت سيارات الشرطة بباقات من الورود وهي تجوب شوارع بغداد امس وترفع اصوات مكبرات الصوت بالاناشيد الوطنية والاغاني العراقية. وعلى رغم مظاهر الاحتفال التي برزت، الا ان الكثير من العائلات خزنت مواد غذائية، مفضلة عدم الخروج من منازلها، على رغم تأكيدات وزارة الداخلية وقيادة العمليات في بغداد عدم فرض حظر التجول في العاصمة. وقال سفيان علي، احد اصحاب سيارات النقل العام، ان غالبية زملائه غادروا مواقف العلاوي وباب المعظم قبل الخامسة من مساء الاثنين خوفا من وقوع مشاكل امنية أو فرض حظر مفاجئ للتجول. احتفالات النجف في النجف وصف المحافظ الأوضاع الأمنية بأنها «مستقرة بسبب توافق أبنائها». وقال عدنان الزرفي ل «الحياة» إن «الملف الأمني بيد الحكومة المحلية منذ ثلاث سنوات وقوات الجيش والشرطة على اتم الاستعداد لحفظ الامن والنظام». وقال الأستاذ في الحوزة السيد موسى الموسوي ان «الجميع يعبر عن فرحته على طريقته، ولا توجد مضايقات فخروج المحتل من ارض النجف اكبر من كل شيء»، مشيرا إلى ان « الحوزة والمراجع شاركوا الجماهير فرحتها واليوم ستصدر كل مكاتب المراجع بيانات تهنئة للشعب العراقي». وشهدت مدن الانبار وكربلاء والموصل احتفالات مشابهة تخللتها استعراضات عسكرية وتشديد امني غير مسبوق، فيما رفعت نقاط التفتيش اعلاما عراقية وزينت مداخلها بالورود. ديالى : هجمات متوقعة في ديالى، اكد قائد الشرطة اللواء عبدالحسين الشمري أن الأجهزة الأمنية «عازمة على التصدي لكل مظاهر العنف بعد تلقيها معلومات عن نية المجموعات المسلحة شن هجمات لإرباك الوضع». وقال في تصريح الى «الحياة» ان «هناك من يسعى الى التشكيك بقدرة وكفاءة القوات المحلية في ضبط الاوضاع الامنية بعد انسحاب القوات الاميركية. ونؤكد ان قواتنا قادرة على ادارة ديالى وفرض الاستقرار في عموم المناطق». وكانت الأجهزة الأمنية في محافظة ديالى نظمت استعراضا لقواتها وسط بعقوبة. واكد آمر فوج الطوارئ العقيد فالح التميمي ان «الاستعراض يأتي احتفالا بالانسحاب الاميركي من المدن وتأكيد قدرة الأجهزة الأمنية». البصرة : حركة عكسية في البصرة قال مسؤولون ان الوضع لن يتغير كثيرا، فالقوات البريطانية ومن بعدها الاميركية كانت موجودة في معسكرات بعيدة عن مراكز المدن. لكن المدينة، التي كانت اولى المدن العراقية التي مرت قربها قوات الإحتلال عام 2003 وخاضت معركة ام قصر لأسبوعين، تشهد اليوم حركة للقوات الأميركية القادمة من بغداد باتجاه الكويت. وقال مسؤول امني في البصرة ان هذه القوات بدأت التجمع منذ بداية الشهر الجاري في معسكر قرب المطار شمال غربي المدينة. الأحزاب والتيارات السياسية في البصرة اصدرت امس بيانات اعتبرت الانسحاب «انتصاراً للقيادة السياسية». اما اهالي المدينة فبدأوا يتحدثون عن تنامي الصراعات السياسية.