أعلن مسؤول كبير في قوات البيشمركة الكردية أمس أن أربعة من رجال الشرطة الأكراد قتلوا وجرح ثمانية آخرون في قصف أميركي خطأ لمركزين للشرطة شمال محافظة ديالى. من جهة أخرى، تستعد البصرة لانسحاب القوات البريطانية. ويأمل المسؤولون العراقيون أن تحافظ بريطانيا على وعودها في تدريب قوات الشرطة والجيش. وقال اللواء جبار ياور، وكيل وزير البيشمركة إن"أربعة من عناصر الشرطة الكردية قتلوا وأصيب ثمانية آخرون في قصف لمقاتلات ومروحيات أميركية صباح اليوم أمس عن طريق الخطأ لمركزين للشرطة قرب بلدة قره تبه شمال محافظة ديالى". وأوضح ان"قوات الشرطة الكردية موجودة في شمال محافظة ديالى من أجل حفظ الأمن والاستقرار ومحاربة الإرهاب بموافقة قوات التحالف والحكومة المركزية". وطلبت وزارة الداخلية في اقليم كردستان اجراء تحقيق فوري في القضية. وأعلنت في بيان"نطلب من القوات المتعددة الجنسية التحقيق الفوري في القضية واتخاذ اجراءات دقيقة وملائمة لتفادي وقوع مثل هذه الحوادث". وأكد الجيش الأميركي في بيان عملية القصف لكنه لم يعط تفاصيل للضحايا ولا الجهة التي تمت مهاجمتها. وجاء في البيان:"ما زلنا نحقق لمعرفة الوحدة العسكرية التي نفذت الغارة، ونعتقد أنها وحدة اميركية صغيرة". وأضاف:"ما زلنا نحاول معرفة الجهة المستهدفة بالضبط، وقد وردتنا تقارير عن عناصر من الشرطة الكردية. لكننا لا نستطيع تأكيد ذلك". ويسكن قرى شمال محافظة ديالى أكراد شيعة. إلى ذلك، تستعد القوات البريطانية للانسحاب من آخر قاعدة لها في ميناء البصرة النفطي على الخليج جنوبالعراق، بعد أربعة أعوام ونصف العام على بدء القتال، متكلة على القوات العراقية لتولي المهمات الأمنية. فبعد انسحابهم من قصر للرئيس العراقي الراحل صدام حسين على ضفاف شط العرب ليتوجهوا الى قاعدة جوية في الصحراء، سيترك 500 جندي بريطاني وراءهم مدينة مضطربة في قبضة ميليشيات متناحرة في ما بينها. ومع ذلك، يأمل المسؤولون الأمنيون والمدنيون في المدينة التي ارهقتها أعمال العنف ان تكون إعادة الانتشار التي تقضي ببقاء خمسة آلاف جندي بريطاني فقط في البلاد لتدريب ودعم القوات العراقية، مؤشراً الى بداية جديدة في البصرة. وقال العميد علي ابراهيم من قوات حرس الحدود:"اعتقد ان أجهزتنا الأمنية ستكون قادرة على السيطرة على الأوضاع في حال انسحاب كامل للقوات البريطانية". واضاف:"نريد ان تغادر القوات البريطانية لتتحسن الأمور". وتابع:"يمكن رؤية وحدات الشرطة والجيش في معظم أرجاء المدينة وشوارعها الرئيسية حيث تفتح المحلات والأسواق، في الوقت الذي يستقل مئات الزوار الشيعة حافلات متوجهين الى مدينة كربلاء الشيعية بأمان". من جهته، أكد المقدم كريم الزيدي من شرطة البصرة أن"قوات الجيش والشرطة العراقية متعاونة في ما بينها ومستعدة لتولي المهمات الأمنية في البصرة منذ زمن طويل". وأضاف:"نتوقع انسحاب القوات البريطانية في أي وقت". والتفاؤل الواضح في أوساط العراقيين، يناقض تشاؤم المراقبين الأجانب، إذ يتحدث كثير من الخبراء بصراحة عن"هزيمة بريطانية في جنوبالعراق"، محذرين من تصاعد الفوضى. ورأت"مجموعة الأزمات الدولية"في حزيران يونيو أن الانسحاب البريطاني سيكون انتصاراً للميليشيات التي تقصف القواعد البريطانية يومياً، وتسيطر على معظم مفاصل الحياة الاقتصادية والسياسية في المدينة. وقالت إن"سكان البصرة والميليشيات لن يعتبروا هذا الانسحاب منظماً، بل سيكون عندهم أشبه بهزيمة نكراء"، مشيراً الى ان"الميليشيات تسيطر هذه الأيام على المدينة وهي أكثر قوة وحرية من السابق". ويدافع القادة البريطانيون، الذين قتل 159 من جنودهم في العراق، عن أساليبهم، مؤكدين أنهم لا يريدون الاستمرار في حكم البصرة بدل العراقيين. وقال قائد القوات البريطانية، الماريشال جوك سيتروب إن"مهمتنا كانت ايصال المدينة والشعب الى حال يستطيع عندها العراقيون إدارة البلاد في ما لو اختاروا ذلك، ونحن قريبون من هذه المرحلة". وهنأ رجل الدين الشاب مقتدى الصدر أنصاره في بيان صادر عن مكتبه في النجف جنوب الأسبوع الماضي، قائلاً:"سمعنا وسمعتم بنية انسحاب القوات البريطانية المحتلة من جنوبالعراق الحبيب، فهنيئاً لنا ولكم وللمقاومة الشريفة". وتعد ميليشيا"جيش المهدي"التابعة للصدر إحدى أقوى الفصائل في العراق وقوة قتالية منافسة في البصرة، على رغم عدم سيطرة الصدر عليها كلها. وقد تخوض هذه الميليشيا في البصرة نزاعات مع جماعات شيعية أخرى للسيطرة على المدينة، خصوصاً أنها اشتبكت من قبل مع"حزب الفضيلة". ولم يحدد بعد موعد مغادرة القوات البريطانية لقصر صدام، بينما قالت تقارير صحافية في لندن ان"الموعد قد يكون وشيكاً"مع ان الخط الرسمي في العراق يشير ببساطة الى انه سيتم قبل نهاية العام الحالي. من جهة أخرى، أعلن الجيش الأميركي أمس أن قواته عثرت على جثث ثمانية اشخاص مخطوفين في داخل ما يبدو انه سجن تستخدمه جماعة مسلحة بعد أن قتلت ثلاثة مسلحين في قصف بالمروحيات شمال بغداد. وأوضح البيان ان"سبعة أشخاص مخطوفين تمكنوا من الفرار من المكان حيث احتفظ بهم خاطفوهم، والواقع في منطقة خان بني سعد القريبة من التاجي 30 كلم شمال بغداد وبلغوا دورية عسكرية اميركية عن الموقع". وأوضح أن"إحدى المروحيات الأميركية رصدت تحركاً لثلاثة مسلحين يسيرون في أحد البزول مجرى مياه قرب الموقع وتم تحديدهم والتأكد من انهم أعداء واطلقت النار عليهم وقتلتهم جميعاً". وأشار البيان الى ان"السجناء السبعة الذين فروا تمكنوا من التعرف إلى خاطفيهم الثلاثة وقادوا قوات التحالف الى الموقع الذي يتخذه المسلحون سجناً لضحاياهم".