تمكنت القوى العسكرية والأمنية اللبنانية من حسم الوضع في لاسا (قضاء جبيل) وإعادة الأمور إلى ما كانت عليه بعد الاتفاق الذي جرى التوصل إليه في بكركي بوقف كل أشكال البناء على أراضي متنازع عليها مع مطرانية جونية المارونية في انتظار الوصول إلى حل شامل للقضية. وذلك بعدما منع أشخاص أول من أمس القوى الأمنية من إزالة مخالفة بناء في البلدة، وأقدموا على قطع الطريق للحؤول دون دخول دورية لقوى الأمن الداخلي من فصيلة قرطبا وأطلقوا النار في الهواء، واعتدوا بالضرب على الشماس طوني حكيم ما أدى إلى إصابته برضوض نُقل على إثرها إلى مستشفى ال «سان جورج» عجلتون. وعلى إثر الاتصالات السياسية والأمنية، توجهت صباح أمس دورية من القوى الأمنية إلى لاسا تؤازرها قوة من فوج التدخل السريع في الجيش اللبناني (فوج المجوقل) وفوج المدرعات واستحضرت آلية «بوكلين» من الحجم الكبير وعملت على إزالة المخالفة. وفرض الجيش خلال العملية طوقاً أمنياً حول مكان المخالفة ونفذ انتشاراً أمنياً على جميع المواقع المطلة على الموقع. ولم تخل العملية من تلاسن بين الأهالي وعناصر الجيش. وأصدرت أمانة سر مطرانية جونية بياناً أوضحت فيه أن «فيما كانت القوى الأمنية من درك وجيش تزيل ليل الجمعة مخالفة بناء قائمة على أرض تملكها الأبرشية البطريركية المارونية - منطقة جونية، عملاً بإشارة القضاء، قام بعض المسلحين والعناصر من أهالي منطقة لاسا بالاعتداء بالضرب والتهديد ومحاولة خطف الشماس أنطوان حكيم برفقة أحد أبناء الرعية معترضين طريقهما بمحلة مدخل لاسا الطريق العام، ما سبب نقلهم فوراً إلى أقرب مستشفى للمعالجة، وقامت المطرانية بالإجراءات القانونية اللازمة وطلب من السلطات المعنية، الأمنية والقضائية، السير في التحقيقات المطلوبة لتوقيف المعتدين ومعرفة هويتهم ومن وراءهم». وأسفت المطرانية «لهذا الانتهاك الفاضح»، وأكدت تمسكها «بمتابعة هذه القضية حتى النهاية، وأنها لا تزال تحترم التهدئة الإعلامية إلى الآن من جانبها، وهي غير معنية بما قد يصدر من مواقف أو تصاريح خارجة عنها».