على رغم أن مدينة بيشة في منطقة عسير تحظى بأربع بلديات لتطوير المراكز والقرى، إلا أن كثيراً من أهاليها يشتكون تجاهل تهيئة البنى التحتية فيها، مثل تحسين الطرق، وتطوير المنطقة المركزية، وتأهيل الساحات والميادين، والاهتمام بالنظافة، وعدم تطابق الدوارات المرورية هندسياً، وانتشار آثار المباني وترميم الأرصفة من دون وجود أي حواجز أو حتى تقنين تلك المشاريع بمدة زمنية. وتساءل المواطن محمد الصعيري عن دور أمانة منطقة عسير في متابعة حاجات ومتطلبات مدينة بيشة، وقال: «اجتمعنا كثيراً مع أعضاء المجالس البلدية، وقدمنا عدداً من الدراسات والبرامج والمشاريع، وطالبنا البلدية ببذل المزيد، لكنها أشارت إلى أن الأمانة تقنن عملية توزيع المشاريع، وهي المختصة بالموافقة عليها، لكن شيئاً لم يحدث في الميدان حتى يمكن أن نقول إن الأمانة قدمت لنا ما يسهم في دعم الجانب الخدمي في المحافظة». وأكد المواطن علي الشهراني أن مسلخ بلدية بيشة تفشت فيه الأوبئة، وسبق أن لوحظ عدم قدرة العاملين فيه على العمل بشكل جيد؛ لذلك يذهب الكثيرون إلى المراكز القريبة والمسالخ التي ترتفع فيها النظافة والبيئة السليمة لذلك، لافتاً إلى أن الفواكه والخضراوات تمكث في ساحة قديمة تحت أشعة الشمس من دون وجود أي صالات أو ثلاجة خاصة ببيع الخضراوات والفواكه في المنطقة المركزية؛ ما أسهم في توجه المواطنين إلى مراكز التسوق الكبرى لعدم جدية البلدية في تأهيل أسواق الخضراوات والتمور بشكل يتناسب مع حجم ومساحة مدينة يقطنها أكثر من 400 ألف نسمة. ولم يجب رئيس بلدية بيشة فيصل الصفار عن تساؤلات «الحياة» حول تأخر البلدية في إصلاح الخلل في الخدمات البلدية. وكانت إدارة العلاقات العامة في وزارة الشؤون البلدية والقروية قد أوضحت في وقت سابق، أن المتسبب في تهالك الطرق هو مشاريع مديرية المياه والصرف الصحي، لكن مدير فرع المياه في المحافظة فايز المعاوي لفت إلى أن نسبة كبرى من مشاريع الصرف الصحي ومياه التنقية تم الانتهاء منها في وقت وجيز، ولا يمكن أن تكون عاملاً سلبياً في تطوير الطرق والميادين في المحافظة. وأوضح محافظ بيشة محمد المتحمي أنه بعد تعيينه محافظاً قبل شهرين تفقد عدداً من المشاريع المتأخرة للأحياء والطرق وعدداً من المناطق الرئيسية في المحافظة، وطالب المجلس المحلي بإيجاد آلية لرفع مستوى الخدمات إلى الأفضل، مشيراً إلى أنه اجتمع برؤساء المراكز في المحافظة وطالبهم ببذل المزيد مع البلديات الأخرى لتطوير الطرق الرئيسية وتهيئتها وإيصال الخدمات على أكمل وجه، محذراً من المشاريع العشوائية التي لا يستفيد منها المواطن، مؤكداً أن الجانب التنموي يحتاج إلى عوامل النجاح مثل الدراسة ثم التخطيط ثم التنفيذ، إضافة إلى تكاتف الجهود بين المؤسسات الحكومية والخيرية. من جانبه، ذكر أمين أمانة عسير المهندس إبراهيم الخليل أنه لا يزال يدرس المنطقة؛ لكونه عُين في منصبه قبل أشهر قليلة، ولا يعلم جيداً عن تفاصيل الموضوع، مشيراً إلى أن «البلديات موجودة والمشاريع تسير وفقاً لما يرونه مناسباً».