ما أن تسير بسيارتك في شوارع المحافظة وبين أزقة أحيائها، حتى تكتشف تقصير البلديات الأربع في المحافظة، فالشوارع مليئة بالحفر، ويد الصيانة لم تزرها منذ أعوام، فضلاً عن عدم مواكبتها للتضخم السكاني في المحافظة التي يتجاوز عدد سكانها 400 ألف نسمة. لكن ذلك لا يعني انعدام أعمال الصيانة تماماً، فترى بين الفينة والأخرى شارعاً مقفلاً يتم إصلاحه، إلا أن هذه الأعمال لا تغطي شيئاً يذكر مما تحتاجه المحافظة. كذلك الأمر بالنسب لأهل القرى والهجر المجاورة، فالطرق الواصلة بين هذه القرى ومدينة بيشة متهالكة ومحطمة في أجزاء منها، سكان قرى مراكز وهجر «ترج» يعانون في الوصول إلى مدينة بيشة، وطريق «قرى الباطن» و«قرى سد الملك فهد» لا يختلفان كثيراً عن سواهما في السوء، فهي تعاني من انعدام الصيانة. من جهته، حث محافظ بيشة مساعد التمامي بلديات بيشة على بذل المزيد لتطوير البنية التحتية الخدمية وفقاً لأحدث المواصفات المطلوبة. مشيراً إلى أنه يرغب في أن تجد المحافظة اهتماماً واسعاً وشاملاً للطرق والحدائق والمتنزهات. وقال: «الآن في محافظة بيشة أربع بلديات وآمل أن يكون التنسيق بينهم على أعلى مستوى من خلال إيجاد استراتيجية واضحة ومميزة»، مستطرداً: «آمل المزيد لأن بيشة تستحق أكثر». من جانبه، يؤكد أحد أعيان محافظة بيشة مشاري الصعيري أن الخدمات البلدية في بيشة سيئة وغير مرضية، فكثير من الطرق غير معبدة على رغم صرف الملايين من الريالات في التطوير للخدمات. وقال: «الطرق سيئة وسبق أن تحدثنا مع وسائل الإعلام»، مضيفاً: «يجب على أمانة عسير أن تعي دورها في هذا الجانب، وأنا وكل المواطنين في بيشة لا نرضى أن تبقى بيشة في حاجة للاستغاثة والنداء، فهناك ملايين الريالات تصرف، لكن بلدية بيشة لم تنه معاناتنا مع الطرق وتنفيذ المشاريع الخدمية وفق أعلى المستويات المطلوبة». وتواجه المحافظة مشكلة ضعف الدعم من الوزارات الحكومية للكوادر الهندسية داخل بعض المؤسسات، خصوصاً في ما يتعلق ببلدية بيشة التي لا يعمل فيها سوى مهندس واحد فقط! مديراً للشؤون الفنية، في حين تبقى الأقسام الأخرى من دون متخصصين. يؤكد ذلك المستثمر صمهود الغامدي أحد أعضاء لجنة مستثمري الصناعية في الغرفة التجارية، الذي حمل بلدية محافظة بيشة مسؤولية العوائق التي تواجهها في تطوير تخطيطها الاستراتيجي داخل المحافظة. وقال: «لا تزال محافظة بيشة رهينة قلة المتخصصين فيها علماً بأن مساحة محافظة بيشة تعد الأكبر في عسير». وأضاف: «يبعد أمين منطقة عسير حمدان العصيمي عن محافظة بيشة نحو 250 كيلومتراً، ولا يستطيع أن يلم بمشكلة الصناعية والمشكلات الأخرى المتعلقة بأوضاع البلدية، وعلى رغم ذلك يقيد بلدية بيشة تقييداً كاملاً من دون النظر لملاحظات المستثمرين والعقاريين ورجال الأعمال والجهات الحكومية في المحافظة والمحكمة الإدارية في عسير، التي أكدت بقاء المشكلة معلقة لديها حتى الآن». ويشير إلى أنه تم فصل الغرفة التجارية لمحافظة بيشة عن منطقة عسير وأصبحت تقوم بجهود مميزة بعيداً عن التقييد الشامل لقضاياها، مطالباً بفصل بلديات محافظة بيشة عن أمانة عسير «نظراً لعدم جدواها». وكشف أن أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد يأمر في عدد من المخطابات بإقامة مشاريع معينة (حصلت «الحياة» على نسخ منها)، ولا يتم تنفيذها من بلدية محافظة بيشة! وكان مستثمرو الورش في صناعية محافظة بيشة طالبوا بتعويض مالي قدره 20 مليون ريال، نتيجة القرار الذي اتخذته أمانة عسير ضدهم، بإغلاق ورشهم وتعليق الرخص التي لا تخضع لنظام التأجير. وأوضح محافظ بيشة مساعد التمامي ل «الحياة» أن صناعية بيشة واجهت عوائق كبيرة في تنفيذها على أرض الواقع، نتيجة اعتراض المستفيدين في المحافظة على ما قامت به البلدية، لافتاً إلى أن جميع المحاولات لإنهاء المشكلة باءت بالفشل. وشدد على أن هدف المحافظة حالياً هو نقل كل الورش من داخل المدينة إلى المنطقة الصناعية، لكن المشكلة تتعلق بسياسة تنفيذ المشروع التي لم تتضح حتى الآن، نظراً لبعض التجاوزات من الشركة المستثمرة.