تونس، بنغازي، طرابلس - أ ف ب، رويترز - نفى مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي، الهيئة السياسية للثوار الليبيين، الثلثاء أي مفاوضات مع نظام معمر القذافي، فيما يعتبر الثوار انهم «في مرحلة حاسمة» بعد إنجازات عسكرية ضد قوات القذافي في عدد من المدن المحورية على طريق العاصمة، قتل 15 من المتمردين منذ الاثنين في الاشتباكات ضد قوات القذافي في محيط مدينة البريقة. وأكد عبد الجليل خلال مؤتمر صحافي عقده في بنغازي انه «ليس هناك مفاوضات سواء مباشرة أو غير مباشرة مع نظام القذافي»، بعدما كانت مصادر تونسية أفادت عن محادثات تجري منذ الأحد بين ممثلين عن الثوار والنظام في جزيرة جربة التونسية. وفي باريس اكد ممثل المجلس الوطني منصور سيف النصر في تصريحات إلى إذاعة فرنسا الدولية أن «المجلس لم يرسل أي ممثل إلى جربة. إنها شخصيات سياسية ليبية التقت (مبعوث الأممالمتحدة الخاص لليبيا عبد الإله) الخطيب. هو موجود في جربة». وأضاف «سياسة المجلس هي عدم التفاوض مع نظام القذافي». وكانت وكالة «فرانس برس» ذكرت أن صحافياً في إذاعة «موزاييك أف أم» التونسية قال إن مفاوضات بين ممثلين للمتمردين وآخرين للنظام الليبي تواصلت الثلثاء في جزيرة جربة التونسية، بحضور مبعوثين فنزويليين. ونقل الصحافي حبيب ميساوي عن مصدر قريب من المفاوضات أن اثنين من أعضاء المجلس الوطني الانتقالي واثنين من ممثلي القذافي احدهما مسؤول عسكري كبير يشاركون في المفاوضات، بحضور ممثلين للرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز. وكان المبعوث الخاص لأمين عام الأممالمتحدة إلى ليبيا عبد الإله الخطيب وصل إلى تونس الاثنين حيث اعلن انه أتى للمشاركة في المفاوضات. لكن في نيويورك نفت الأممالمتحدة أي مشاركة في مفاوضات محتملة بين طرابلس والمجلس الوطني الانتقالي. إلى ذلك، اعلن محمد زواوي المتحدث باسم المتمردين الليبيين في تصريح صحافي من بنغازي «سقوط 15 شهيداً على جبهة البريقة في الاشتباكات ضد قوات القذافي منذ الاثنين». وقال ممثل المجلس الوطني الانتقالي في فرنسا منصور سيف النصر الثلثاء «ندخل مرحلة حاسمة، وقريباً سنحرر جنوب ليبيا برمته. نأمل بالاحتفال بالنصر النهائي مع نهاية شهر رمضان» أي في آخر آب (أغسطس). وتابع أن «قواتنا تسيطر بالكامل على الزاوية التي ستفتح الباب إلى طرابلس، ما سيسمح لسكانها أن يثوروا». وأكد الثوار الليبيون الاثنين انهم يسيطرون على «الحيز الأكبر» من الزاوية التي تقع على بعد حوالى 40 كلم غرب طرابلس، وكذلك على مدينتي غريان وصرمان اللتين تقعان على التوالي على مسافتي 50 كلم جنوب العاصمة و60 كلم غربها. وبدأوا بالتالي بعد ستة اشهر على انطلاق الثورة تضييق الخناق على طرابلس، معقل نظام القذافي الذي يحكم البلاد منذ 42 عاماً ويواجه منذ 15 شباط (فبراير) ثورة تحولت إلى نزاع مسلح. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني «بات واضحاً اكثر فأكثر أن أيام القذافي باتت معدودة وأن عزلته باتت تزداد يوماً بعد يوم». وبمناسبة دخول النزاع شهره السادس نشر ولي العهد الليبي محمد السنوسي في المنفى في بريطانيا على موقعه على الإنترنت نصاً يؤكد أن سقوط القذافي «قريب» وموجهاً تحية إلى مقاتلي الثوار. وكتب الأمير وهو ابن شقيق الملك إدريس السنوسي الذي أطاحه القذافي في 1969 «انهم وطنيون. انهم أبطال. انهم الشعب الليبي الحقيقي». ودعا إلى مواصلة الكفاح «من اجل مجتمع جديد يعطي الأولوية للحريات وحقوق الشعوب». في طرابلس أبدى المتحدث باسم النظام الليبي موسى إبراهيم تفاؤلاً، وأكد أن الجيش «يسيطر بالكامل» على الزاوية وصرمان وأنه «يعالج الوضع» في بلدات أخرى في المنطقة تعاني من «عصابات مسلحة». وأضاف أن النظام قطع الطريق بين الزاوية والحدود التونسية بالرغم من أهميتها لتموين السكان من اجل «حماية الناس» على ما اكد. وكان مسؤول عسكري أميركي أكد أن قوات القذافي أطلقت صاروخ «سكود»، للمرة الأولى منذ بدء الصراع في ليبيا، صباح الأحد من موقع على بعد نحو 80 كيلومتراً شرق مدينة سرت، مسقط رأس القذافي، وأنه سقط شرق مدينة البريقة. وأضاف المسؤول الذي لم يذكر اسمه أن الصاروخ سقط في الصحراء ولم يصب أحداً. وصرح مسؤولون في مدينة بنغازي بأن إطلاق صاروخ «سكود» إشارة إلى أن القذافي سيفعل أي شيء لحماية سلطته. وقال محمد الزواوي مسؤول الإعلام في قوات المعارضة إن قوات القذافي تستخدم سلاحها الأخير. وقال إن المعارضين ليس بمقدورهم منع صواريخ «سكود» لكنهم يتمنون أن يمنعها حلف شمال الأطلسي. إلى ذلك، اكد خبير نفطي أن ليبيا بحاجة إلى ثلاث سنوات على الأقل للعودة إلى مستوى الإنتاج النفطي الذي كانت عليه قبل اندلاع النزاع قبل ستة اشهر والبالغ 1.6 مليون برميل يومياً. وقال روس كاسيدي المحلل لدى «وود ماكنزي» للتحليلات والاستشارات وهي شركة متخصصة في مجال صناعات الطاقة والتعدين، إن الليبيين «لن يكون بمقدورهم العودة فوراً إلى مستوى الإنتاج» الذي كانوا عليه قبل الأزمة، مشيراً إلى أن الحديث عن «36 شهراً هو سيناريو متفائل».