سيطر الثوار الليبيون الإثنين على ثلاث مدن رئيسية على الطريق إلى طرابلس في واحد من أهم اختراقاتهم منذ اندلاع النزاع قبل ستة أشهر ، في حين يسود الغموض حيال محادثات في تونس بشأن مصير ليبيا . ووصل عبد الإله الخطيب - مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى تونس - الإثنين للمشاركة في محادثات بين الثوار الليبيين ونظام القذافي .. وأكد مصدر قريب من الأمن التونسي أن محادثات جرت الأحد في جربة - في تونس - بين الثوار وممثلين عن نظام القذافي .. وأكد مصدر ملاحي أن طائرة جنوب إفريقية بمحركات ثلاثة متوقفة في جربة وبقربها مروحيتان قطريتان . إلا أنه في بنغازي - عاصمة الثوار في الشرق الليبي - نفى نائب رئيس المجلس الوطني الانتقالي عبد الحفيظ غوقة أي محادثات مع النظام "في تونس أو خارجها" . كما نفت الأممالمتحدة مشاركة الخطيب في المحادثات ؛ حيث إنها لا تملك "أي معلومة حسية تتعلق بالمحادثات التي جرت في تونس بين المجلس الوطني الانتقالي وسلطات طرابلس " . وميدانيا ، قال القائد الميداني للثوار في جبهة الزاوية عبد الحميد إسماعيل : إن "أغلب مناطق البلدة تحت سيطرة الثوار" في هذه المدينة الساحلية الواقعة على بعد 40 كيلومترا غربي طرابلس . وكان الثوار قد أعلنوا الإثنين أنهم تمكنوا من السيطرة على بلدتي صرمان 60 كيلومترا غربي طرابلس وغريان 50 كيلومترا إلى الجنوب خلال هجومهم على ثلاثة محاور في غرب ليبيا . وجاء تأكيد المتمردين السيطرة على تلك البلدات - والذي إن صح فسيجعل قوات المعارضة المسلحة على مشارف طرابلس - بينما أطلق القذافي هجوما كلاميا على المتمردين وقوات حلف الأطلسي وسط ما شاع عن تأهبه للفرار من البلاد . وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني : " بات واضحا أكثر فأكثر أن أيام القذافي باتت معدودة ، وأن عزلته باتت تزداد يوما بعد يوم " .. في حين أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية فيكتوريا نولاند : أن " الولاياتالمتحدة ترحب جدا بالتقدم الذي أحرزه المتمردون " . كذلك رحبت بريطانيا بالمكاسب العسكرية التي حققها الثوار الليبيون ، وأكدت على أهمية مواصلة الضغوط على القذافي مهما طال الوقت اللازم للإطاحة به من السلطة . وبحسب قائد الثوار عبد الحميد إسماعيل في الزاوية .. فإن المعركة التي استعرت في ساعات الليل سمحت للثوار بدحر قوات القذافي إلى الضاحية الشرقية للمدينة وقتل خمسة متمردين .. وقال عبد السلام عثمان - المتحدث بلسان المجلس العسكري للثوار في المنطقة الغربية - الإثنين : إن الطريق الممتد على مسافة 15 كيلومترا بين صرمان والزاوية وقعت تحت سيطرة الثوار ؛ ما يحرم العاصمة من طريقها الاعتيادي للتموين من تونس " . إلى ذلك ، وصل نائب وزير الداخلية الليبي ناصر مبروك عبد الله إلى القاهرة الإثنين بصحبة تسعة من أفراد عائلته على متن طائرة خاصة آتية من مدينة جربة التونسية - بالقرب من الحدود مع ليبيا - بحسب مصادر ملاحية في مطار القاهرة. وفي تونس تظاهر عشرات الليبيين الإثنين في مدينة حومة السوق - بجزيرة جربة -احتجاجا على المحادثات الدائرة في هذه الجزيرة التونسية بين مسئولين موالين لمعمر القذافي وممثلين عن الثوار، على ما أفاد شاهد عيان . وفي المقابل تظاهر أشخاص حاملين الرايات الخضراء لنظام القذافي ، واتهموا أنصار المجلس الوطني الانتقالي بأنهم "خونة" ، ولم يتم تسجيل أي حادث خلال هذه التظاهرات . وفي أمستردام أعلن متحدث باسم وزارة الخارجية الهولندية أن الحكومة الهولندية قدمت 100 مليون يورو - 144,5 مليون دولار - من الأموال الليبية المجمدة إلى منظمة الصحة العالمية لتمكينها من توزيع أدوية على الشعب الليبي . وفي واشنطن أكد مسئول أميركي كبير في وزارة الدفاع أن القوات الموالية للقذافي أطلقت الأحد صاروخا بالستيا من نوع سكود على مواقع للثوار من معقل القذافي في سرت .. إلا أنه تحطم في الصحراء دون أن يوقع إصابات . باب