صرح المتمردون الليبيون أمس ان حربهم ضد نظام معمر القذافي دخلت "مرحلة حاسمة" متوقعين النصر بنهاية رمضان. وجاء اعلان المتمردين بعد ان قالت واشنطن ان ايام الزعيم الليبي "باتت معدودة". وفي الاثناء يتواصل القتال على جبهات مختلفة في ليبيا بينما نفى المتمردون اجراء محادثات مع القذافي. وقال منصور سيف النصر ممثل المجلس الوطني الانتقالي للمعارضة في باريس ان "قواتنا تسيطر بشكل كامل على الزاوية (غربي العاصمة) ما يفتح الطريق امام طرابلس، ما سيتيح لسكانها الثورة على النظام". وتابع قائلاً لاذاعة فرانس الدولية "اننا ندخل مرحلة حاسمة، وقريبا سنحرر كافة انحاء جنوب ليبيا، ونأمل ان نحتفل بالنصر النهائي بنهاية شهر رمضان" مع نهاية اغسطس الحالي. وتابع قائلا "السكان داخل طرابلس يستعدون للانتفاضة.. قبل اسابيع قليلة اخمدت قوات القذافي الثورة اذ كانت تملك سلاح جو ودبابات، ولم تكن قواتنا على مشارف طرابلس". "اما اليوم فلم يعد لديهم سلاح جو ولا دبابات وباتت قواتنا على مشارف طرابلس". ومن جانبها اعربت الولاياتالمتحدة عن تفاؤلها بتضييق المتمردين الخناق على القذافي، الذي استمر يحكم البلاد منذ اكثر من 40 عاما، حيث قال جاي كارني المتحدث بلسان البيت الابيض ان ايام الزعيم الذي يعاني من عزلة متزايدة "باتت معدودة". وتعد الزاوية ميناء نفطيا حيويا على الساحل المتوسطي وتبعد 40 كيلومترا غربي طرابلس. واعلن المتمردون أمس الأول سيطرتهم على "معظم" المدينة، غير ان قوات القذافي ما تزال تقصف المنطقة بصواريخ غراد ما يؤدي لتبادل مدفعي كثيف بين الجانبين. وفي تلك الاثناء تم تشييع جثامين 23 شخصا أمس بعد ان لقوا مصرعهم في الزاوية، حسب ما قال المتمردون. ومن جانبه قال حلف شمال الاطلسي في معرض حديثه عن العمليات اليومية ان طائراته قصفت دبابات ومدرعة قرب الزاوية. وادان الكولونيل رولان لافوا المتحدث بلسان الحلف اطلاق قوات القذافي صاروخا من نوع سكود واصفا ذلك بأنه عمل "يائس" و"غير مسؤول". وكان الصاروخ قد اطلق من على مسافة 80 كيلومترا جنوب معقل القذافي في سرت، حسب ما قال الضابط الكندي. وسقط الصاروخ على بعد نحو خمسة كيلومترات شرقي المناطق التي يسيطر عليها المتمردون قرب البريقة في "منطقة تسيطر عليها الآن القوات المناوئة للقذافي" غير انه لم يوقع اصابات. ووصف لافوا الصاروخ بانه "سلاح ارهاب" قائلاً إن استخدامه "ضد منطقة مدنية او صناعية يعد عملا غير مسؤول بالمرة". غير ان لافوا، وان قال ان قوات القذافي تتقهقر "على عجل احيانا"، الا انه خلافا للتقييم الامريكي اعترف بأن مهمة حلف الاطلسي في ليبيا "مازالت بعيدة عن نهايتها". ومن جانبه نفى القذافي بتحد الشائعات التي سرت عن مغادرته للبلاد متوقعا النصر. وقال القذافي في رسالة صوتية بثها التلفزيون الليبي "نهاية الاستعمار (قوات الاطلسي) قريبة ونهاية الجرذان (المعارضة المسلحة) قريبة. يفرون من دار الى دار امام الجماهير التي تطاردهم". ودعا القذافي انصاره "إلى القتال من أجل تحرير ليبيا شبرا شبرا من الخونه ومن حلف الاطلسي إذا نزل إلى الأرض، استعدوا للقتال، استعدوا للزحف المليوني لتطهير الأرض الطيبة". ونفى النظام ان يكون مهددا مصرا على ان قواته ستستعيد كافة البلدات والمناطق التي سيطر عليها المتمردون خلال الايام الماضية. ومن جانبه قال عبدالسلام عثمان احد المتحدثين بلسان المتمردين ان البلدتين في ايدي المتمردين، اضافة الى الطريق الممتد بطول 15 كيلومترا بين صرمان والزاوية، ما يقطع حسب قوله خطوط امداد طرابلس من تونس. كما نفى المتحدث بلسان القذافي، موسى ابراهيم، ما قاله المتمردون حيث اصر على ان قوات النظام تسيطر "سيطرة كاملة" على الزاوية وان تواجد المتمردين فيها "ضعيف جدا". وقال ان القوات الحكومية صدت هجوما كبيرا للمتمردين بالتنسيق مع حلف الاطلسي على تيجي بجبل نفوسة الى الجنوب من طرابلس، وانه تم اسر 40 شخصا. من جهة ثانية نفى المتمردون اجراء محادثات في تونس مع ممثلين عن نظام القذافي. وكانت مصادر مقربة من اجهزة الامن التونسية قد ذكرت ان محادثات جرت في جزيرة جربة التونسية قرب الحدود الليبية. فقد نفى مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي حصول اي مفاوضات مع نظام القذافي، واكد في مؤتمر صحافي عقده في بنغازي في شرق ليبيا انه "ليس هناك مفاوضات سواء مباشرة او غير مباشرة مع نظام القذافي"، كما نفى وجود اي مفاوضات "مع الموفد الخاص للامم المتحدة" الى ليبيا الاردني عبد الاله الخطيب. وقال عبد الجليل "ان الشعب الليبي اختار المجلس الوطني الانتقالي ممثلا شرعيا له. وبالتالي فان اي تواصل او تفاوض يجب ان يتم من خلاله". وحينما سئل منصور سيف النصر مبعوث المجلس في باريس عما اذا كان المجلس ارسل مبعوثين الى جربة للاجتماع بمبعوث الاممالمتحدة عبد الاله الخطيب الذي وصل الى تونس الاثنين، قال سيف النصر "لم يرسل المجلس مبعوثين". واضاف "سياسة المجلس هي عدم التفاوض مع نظام القذافي". واضاف "ما يمكنني قوله هو ان شخصيات سياسية ليبية مستقلة ليست على الجانب الحكومي ولا تنتمي الى المجلس الوطني التقت بالخطيب، ولكنهم لا يمثلون المجلس".