لم ترد طهران علي اقتراح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف علي الولاياتالمتحدة، «خريطة طريق» توضح «خطوة خطوة» الأسلوب الذي على إيران انتهاجه لحسم المسائل العالقة في ملفها النووي، سوى من خلال تصريح مقتضب لرئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشوري (البرلمان) علاء الدين بروجردي، رأى في المشروع إعادةً للملف الى «المربع الأول». لافروف كان قال بعد لقائه في واشنطن الأسبوع الماضي، الرئيس الأميركي باراك أوباما ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون: «كل خطوة محددة من إيران، ستُقابل بخطوة تصالحية، مثل تجميد بعض العقوبات وتقصير أمدها». لكنه أقرّ بوجود خلاف في هذا الشأن بين روسياوالولاياتالمتحدة، فيما جددت كلينتون تمسّك بلادها بمسار الحوار والضغط مع إيران التي يبدو أنها تعاملت مع الاقتراح بنوع من الحذر والترقب، إذ اعتبر بروجردي أنه يعيد الملف الإيراني الى «المربع الأول، وهذا لا يمكن أن يكون أسلوباً صحيحاً، لأن ايران سعت منذ البداية إلي انتهاج سياسة إزالة الغموض عن برنامجها النووي، والإجابة عن كلّ الأسئلة التي طرحتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية». تعتقد مصادر أن طهران تحاول استكشاف ردود الفعل ودرس الاقتراح في شكل جيد قبل إبداء أي ملاحظة، للمساهمة في دفع الخيار الديبلوماسي لتسوية هذا الملف، خصوصاً أن وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي أعرب عن أمله في التوصل الى تسوية من خلال «أساليب مبتكرة» للتعاون بين إيران والوكالة. وطرحت المصادر الإيرانية تساؤلات في شأن الظروف المرافقة للاقتراح، أوّلها أنه لم يوضح موقف الدول الغربية إذا لم تقتنع بأجوبة طهران، وهل ستقف روسيا الي جانب هذه الدول لتشديد العقوبات علي إيران، وهل سيشكّل هذا المشروع عاملاً مساعداً لاصطفاف دولي جديد ضدها؟ وتتساءل المصادر أيضاً هل أن الدول الغربية ستعتبر الأجوبة الإيرانية كافية، إذا قبلتها الوكالة الذرية، أم أنها ستطرح مطالب أخري خارجة عن إطار الوكالة؟ وعلى سبيل المثال، إذا طرحت الوكالة عشرة أسئلة، وكانت أجوبة إيران علي تسعة منها مقنعة للغرب، كيف ستتعاطى الدول الغربية مع الجواب العاشر الذي لم تقتنع به، وهل سيكون كافياً للتمسك به بوصفه ذريعة لاتخاذ موقف متشدد من إيران؟ أم أن الأسئلة ستكون بمثابة رزمة متكاملة، علي طهران الإجابة عنها بوصفها مجموعة لا تقبل التجزئة؟ وإيران غير متأكدة هل أن هذا الاقتراح يأخذ مصالحها في الاعتبار، أم أنه مُفصّل علي قياس الغرب، لاتخاذ إجراءات عقابية جديدة في حقها؟ وثمة اعتقاد بأن هذا الاقتراح سيكون، مثل المشاريع السابقة، موضع تجاذب بين إيران والغرب، خصوصاً إذا تجاهل مصالح طهران. من هنا، ترى المصادر الإيرانية ضرورة انضمام طهران الى الدول الست المعنية بملفها النووي، لتقصير المسافة بين الجانبين، وتعزيز الثقة بينهما، والتفكير سوياً في إيجاد مخرج للمأزق.