أعلنت قوات الدعم السريع التابعة لجهاز الأمن السوداني أنها احبطت مخطط تحالف متمردي «الجبهة الثورية السودانية» بالزحف نحو الخرطوم لاطاحة النظام الحاكم بالقوة، بينما اتهم المتمردون القوات الحكومية بقصف 10 قرى في جنوب كردفان، ما أدى إلى مقتل وإصابة عشرات المدنيين وتدمير مرافق خدمية. وقال قائد قوات الدعم السريع اللواء عباس عبدالعزيز أن تحالف متمردي «الجبهة الثورية» المؤلفة من «الحركة الشعبية – الشمال» وفصائل دارفور، وضعت خطة لإضعاف هيبة الدولة بالسيطرة على مدن كبيرة من أبو كرشولا في جنوب كردفان وابوزبد في غربها وأم روابة في شمالها، مشيراً إلى أن المتمردين أغلقوا الطرق بين الولايات لتعطيل الحركة التجارية واستخدموا بعض المواطنين قسراً في القتال ضد القوات الحكومية . وذكر عبدالعزيز أن قوات الدعم السريع تعمل ضمن خطة «الصيف الحاسم»، لافتاً إلى أنه بعد دخول قواته مع الجيش أصبحت كل المناطق تحت سيطرة الدولة وانكسرت شوكة متمردي «الجبهة الثورية» وباتت كل الطرق آمنة. وقال نائب الرئيس السوداني حسبو محمد عبدالرحمن في لقاءات جماهيرية في ولاية جنوب كردفان، إن سياسة الدولة تقضي يحسم التمرد هذا الصيف، مؤكداً استعدادها للتفاوض لتسوية النزاع في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق. وقال عبدالرحمن في لقاءات في مناطق الليري وتلودي وأبوجبيهة، إن عمليات الصيف الحاسم ستضمن استقرار كل مناطق جنوب كردفان. وأعلن استعداد الحكومة للتفاوض حول قضايا المنطقتين ودارفور. في المقابل، اتهم متمردو «الحركة الشعبية - قطاع الشمال»، الحكومة بقصف مكثف على 10 قرى في جنوب كردفان خلال الفترة الممتدة من 18 أيار (مايو) الماضي وحتى 13 حزيران (يونيو) الجاري، ما أدى إلى مقتل وإصابة عشرات المدنيين وتدمير مرافق خدمية. وقال الناطق باسم «الحركة الشعبية» جاتّيقو أموجا دلمان في تصريح أمس، إن المدفعية بعيدة المدى ومقاتلات من طراز ميغ وسوخوي وأنطونوف روسية الصنع، استهدفت المدنيين في قرى: أم سردبة، تاولو، النقرة، كاتين كركراية، نورو، تابلو، كوديرا، تنقل، أبوهشيم، واللبو بحوالى 2153 قنبلة وقذيفة صاروخية. وأكد دلمان أن القصف الجوي والأرضي أدى الى مقتل 10 مدنيين من بينهم أمرأة مسنة و4 أطفال وأم لرضيع، وجرح نحو 40 آخرين. وسخر دلمان من تصريحات نائب الرئيس ووزير الدفاع بشأن مواصلة عمليات «الصيف الساخن». وقال إن «هذا الصيف تبخر وليس له أثر سوى في أجهزة إعلام النظام». وكانت السفيرة الأميركية لدى الأممالمتحدة سامنثا باور اتهمت الخميس الماضي، الحكومة السودانية بشن هجمات على المدنيين وتعمد استهداف المدارس والمستشفيات في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق. من جهة أخرى، أعلن الجيش السوداني أن ميناء بورتسودان على ساحل البحر الأحمر (شرق) سيستقبل غداً وحتى الجمعة المقبل 4 سفن حربية تابعة لقوات البحرية التركية تنتمي إلى مجموعة العمل البحرية «بارباروس» في زيارة هي الأولى من نوعها. على صعيد آخر، أفرجت السلطات عن 13 من قيادات وكوادر حزب الأمة المعارض من بينهم 4 من كريمات زعيم الحزب الصادق المهدي المعتقل منذ 17 أيار الماضي، بعدما تم توقيفهم أول من أمس، خلال تظاهرة دعا إليها أعضاء الحزب وهيئة تحالف المعارضة، للمطالبة بالإفراج عن المهدي ورئيس حزب المؤتمر السوداني المعارض إبراهيم الشيخ. وقالت القيادية في حزب الأمة مريم الصادق المهدي أمس، أن الإفراج عنهن (هي وشقيقاتها) تم بعد أن ألزمتهنّ السلطات بكتابة تعهد شخصي بعدم التظاهر لاحقاً.