أكد نائب رئيس مجلس محافظة ديالى العراقية عامر ثامر، «أن الخسائر المادية نتيجة قطع إيران مياه نهر الوند عن العراق، تجاوزت 3 بلايين دولار». ولفت إلى أن «الكارثة ستحل في شكل اكبر في حال قرر الإيرانيون قطع مشروع ماء «صغير»، الذي يعد حالياً المصدر الوحيد لسكان مدن ديالى المحاذية لإيران». وحذّر من عملية «نزوح جماعية ستشهدها المحافظة بسبب نقص المياه». وتقع محافظة ديالى في الجزء الشرقي من العراق ويبعد مركز المحافظة، بعقوبة، 57 كيلومتراً عن بغداد. وكانت المحافظة تضم سابقاً سد ديالى المائي وبحيرة حمرين التي جفت في شكل كامل بسبب قطع المياه في الأنهر النابعة من الجبال الإيرانية والتي تصب في نهر ديالى العراقي. ويبلغ عدد سكان المحافظة 1.426 مليون نسمة، يعيش 80 في المئة منهم من القطاع الزراعي، حيث تنتشر بساتين النخيل والحمضيات والرمان. وقال محمد أبو عمر صاحب بستان في قضاء المقدادية في تصريح الى «الحياة»: «مشكلة المياه يعاني منها البشر والشجر، إذ لجأت غالبية سكان القرى إلى حفر آبار ارتوازية كبّدتهم ملايين الدنانير بهدف تأمين مصدر مياه بديل لأشجارهم. لكن بقي الأمر من دون جدوى لأن موجات الحر تتطلب تأمين مياه بكميات اكبر». وأكد أن «نسبة كبيرة من أصحاب المزارع تركوا مزارعهم للفلاحين، وطلبوا منهم إنقاذها فقط». وأكد ثامر ل «الحياة»، أن «قرى المحافظة وتحديداً القاطنة قرب الحدود الإيرانية ضمن مدينة خانقين وجلولاء، تشهد موجات نزوح جماعية»، لافتاً إلى أن «الأهالي تركوا دورهم وأراضيهم وباعوا ما يملكونه من مواشٍ، ونزحوا إلى المدن القريبة طلباً للعيش بسبب تأثير شح المياه في أعمالهم الزراعية». وأوضح أن نهر الوند النابع من الأراضي الإيرانية والذي يدخل الحدود العراقية ليقطع مدناً وقرى قبل وصوله إلى نهر ديالى، هو من بين أهم انهر المحافظة وتعتمد عليه مدن كاملة». وأشار إلى أن «بعضهم يعتقد أن المشكلة بدأت عندما قطعت إيران مياه نهر الوند قبل شهور». وأعلن أن المحافظة «فقدت نحو 500 مزرعة كبيرة لا تقل مساحاتها عن 50 دونماً وفي مناطق عدة بعدما عجز أصحابها عن إيجاد مصدر مياه». وتوقع نائب رئيس مجلس المحافظة، أن «تتجاوز خسائرها الاقتصادية بسبب قطع أنهارها 3 بلايين دولار، لأن 800 ألف نسمة يعتاشون من الزراعة». وأوضح أن مجلس المحافظة والوحدات البلدية «يؤمّنون حالياً كميات من المياه المنقولة في صهاريج ومخصصة لاستهلاك الأفراد فقط».