«الأبطال يولدون مرتين» مقال سابق كتبته قبل فترة ليست بالقصيرة، كنت فيه من أوائل الذين طالبوا بإعارة ياسر القحطاني خارج الوطن لموسم واحد يتحرر فيه من كل الضغوط التي كبلته في سنواته الأخيرة وحجبت ياسر النجم الموهبة التي لن تتكرر، مع احترامنا لكل من أتى بعده أو من سيأتي في مقبل الأيام، إذ كان واضحاً أن ياسر يعاني بصمت من قسوة إعلامية في الطرح في كل ما يخصه، وتصيد واستهداف بشكل مفضوح غايتها إنهاء مسيرته، مع ما تطالبه به جماهير الهلال من مستوى وتألق في مباريات بعينها لكنها تراه غير ياسر الذي تتوقع، بل أحياناً لا يمت له بصلة، ما تسبب في نقد حاد لمستواه وسلوكه داخل الملعب وهو «يبتسم ببرود عند إضاعة الهجمة فيما الجمهور يحترق ويبكي حسرة». ياسر ليس ياسر ولا تخدعوا أنفسكم يا من ملأتم المنتديات والمقالات ضجيجاً وبكاء وعتاباً على الإدارة التي فرطت به، ثم هي رغبة اللاعب ولو لم يوافق على الطلب ما استطاعت إدارة الهلال إجباره على الرحيل، لأن ياسر في قرارة نفسه يعلم أنه بحاجة للتغيير وفي أي مكان، ولا أظن أن عرضاً مغرياً كالذي جاء من العين يمكن رفضه لأسباب عدة، فهو مالياً الأعلى للاعب سعودي، ثم هو سيكون في كنف نادٍ يضم بين جنباته الحبايب «كوزمين ورادوي»، وهذا يعني أن الوضع النفسي سيكون مريحاً جداً ويعطي مؤشراً على أن التغيير الذي يريده الجميع حاصل لا محالة، لكن الأهم أن يتعامل ياسر جدياً مع الوضع الذي أصبح فيه ويعيد صياغه نفسه وتقديمها بشكل جديد، فليس هناك رئيس سيدافع عن تقصيره في بعض المباريات أو تسجيله للأهداف في الفرق الصغيرة واختفائه أمام الكبيرة، ولا جماهير سترحمه أو تتقبل أي انخفاض في مستواه أو تعامله أنه نجم فوق النقد، سيكون مطالباً بكل شيء، فدفع هذه المبالغ المالية العالية يراد منه عطاء يوازيها «هذا هو الاحتراف الحقيقي». في الإعارة ألف إفادة ودرس يجب أن يعيه جميع اللاعبين وتستفيد منه إدارات الأندية في تعاملها مع النجوم الجماهيريين الذين تتحرج غالباً في التعامل معهم باحترافية عند تقهقر مستواهم خوفاً من غضب الجماهير، بدليل مالك والحارثي وعطيف حالياً، وإن بدا في الأفق أن الإدارة الشبابية ستحاكي الهلالية في خطوة تجديد فكر الفريق وقرع الجرس لتنبيه الغافلين، أما الجماهير الرياضية الغاضبة الآن فستكتشف بعد حين أن إداراتها كانت على حق. [email protected]