فجأة انتفض البيت الاتحادي (إدارياً وإعلامياً) ببيان طويل عريض عما يقولون إنهم سمعوه في مباراة الهلال والاتحاد من هتافات عنصرية من جماهير الهلال ضد لاعبي فريقهم، لست هنا لأحكم ببراءة جماهير الهلال من التهمة، لكني أتساءل بتعجب واستغراب، هل استعاد الاتحاديون حاسة السمع التي فقدوها بعد أن كانوا صماً بكماً مع معزوفات رئيس رابطتهم صالح القرني وجوقته؟، وهو يقود مدرجاً كاملاً وبصوت واحد في أشهر أهزوجة سيئة (ياسر وينه..)، ولكم أن تكملوا مفرداتها السيئة لتوقنوا أنها بذاءة وقذف صريح لإنسان مسلم سعودي أصيل قبل أن يكون لاعباً هلالياً، والأدهى والأمر أن ذلك كان على مرأى ومسمع من لجان الاتحاد السعودي لكرة القدم كافة متحدياً أن تطاوله عقوبة أو تنبيه أو حتى اعتذار من إدارة نادي الاتحاد، الذين صمتوا وبشكل مريب ووافقوا على أن يكون لمدرجهم قصب السبق في الإساءة للاعب سعودي وبالاسم، كأن ما يجري وافق هوى في أنفسهم للانتقام من ياسر وتحطيم إرادته، بعد أن حرمهم ذات يوم بطولة كانوا يستعدون للاحتفال بها، فأمعنوا في تجاهل ما يقال في مدرجاتهم بدعوى عدم القدرة على السيطرة على حناجر الجماهير ولو اخرس كبيرهم لتطهرت ألسنة الكل منها في زمن قصير، لكنها للأسف صارت تقليداً يقال عند الفوز أو الخسارة، وحذا غيرهم حذوهم بعد أن نجا المؤسسون من أي عقاب وما علموا أنهم يحملون وزرها أبد الدهر، فقد سارت بها الركبان لتحط رحالها خارج الملاعب السعودية لكنها وئدت في مهدها وما عاد أحد يجرؤ على ترديدها، فليست لجان الانضباط الاماراتية كالسعودية يحركها الإعلام ويملي عليها القرارات ويدفعها دفعاً للعقوبات، فتنفذها مخافة ان تتهم بالمحاباة، وياسر هناك ليس ياسر هنا، فحقه محفوظ ليس لأنه ينتمي لنادٍ معين، ولكن كإنسان أولاً حقه الاحترام والتقدير والتعامل الراقي من جماهير وإعلام. قد يقول قائل إن العقوبات على الأهازيج سنّت أخيراً، لكنها حجة داحضة بدليل أنه سبق وطبقت في يوم ما على جماهير الهلال وحدها عقوبات حول هذا الجانب بالذات ونقلت له مباراة من ملعبه، فلمَ تغيب العقوبات متى شاءوا وتحضر إن طلبوها أو ضغطوا لاستصدارها؟ هل هي الانتقائية والاستقصاد؟، أم نقول بحسن نية أن حاسة السمع استعادت عافيتها، ولله الحمد اختاروا وسنصدقكم [email protected]