حل الطوب الأحمر في مواقع المسطحات الخضراء، في كثير من الشوارع والطرق الداخلية، وخلا كثير من طرق المشاة في الشوارع الرئيسة والداخلية من الأشجار، وأثار وضع الطوب الأحمر وغياب الأشجار عن كثير من المواقع اتهام المواطنين للأمانة بالقضاء على المسطحات الخضراء، وبخاصة أن المنطقة في حاجة إلى مزيد من التشجير والمسطحات الخضراء، لمواجهة الأجواء الحارة وتوفير مصادر للأوكسجين داخل المدن، وبخاصة في الدمام والخبر. ويتخوف سكانون في مدينة الدمام من وجود نية لدى أمانة «الشرقية» في إحلال الطوب الأحمر مكان التشجير، واستغرب المهندس حسين قاسم (صاحب مكتب هندسي) من إزالة مساحات خضراء وأشجار في أحد شوارع حي المباركية، المطل على كورنيش الدمام، ووضع مكانه طوب أحمر، وقال إن «ما يفترض القيام به زيادة المساحة الخضراء، وليس تقليصها، خصوصاً في المدن، حيث الأجواء الحارة تحتاج إلى مزيد من التشجير، لتساهم في تلطيف الجو». وذكر أن «بعض الشوارع أصبحت جميلة بعد الانتهاء من صيانتها، لكن افتقدت إلى أهم عناصرها، وهو الأشجار، وأزيلت منها بالكامل»، ويتساءل «هل هذا بسبب الخوف من ريها والعناية بها؟ أو لعدم توافر موازنة لها؟ وذكر عبدالله الهاجري أن «المطلوب زيادة في المساحة الخضراء وليس تقليلها»، مضيفاً «أتمنى أن لا يكون الطوب الأحمر بديلاً عن الأشجار والمسطحات الخضراء». وذكر أن «عدد الحدائق في الدمام غير كافية لكل سكانها»، مضيفاً أن «بعضها يتعرض للتخريب، ويحتاج إلى صيانة دائمة، ولكن ذلك لا يعني التوقف عن تخصيص أراض، وإقامة حدائق عليها»، فيما ذكر مواطن آخر (فضل عدم ذكر اسمه) أن «كثيراً من ساكني الدمام لا يجدون مكاناً للترفيه، تتوافر فيه أجواء خضراء غير الكورنيش، ومن المعروف أنه يشهد زحاماً كبيراً، وبخاصة أن سكان مدن قريبة، تأتي إليه، فضلاً عن السائحين من خارج المنطقة الشرقية، لذلك لابد من تعزيز المسطحات الخضراء». وقال إن «ما نراه من صيانة طرق وإنارة وغيرها لا ينسجم مع تشجيرها، حيث يغيب التشجير وتتحول الطرق إلى بلاط أحمر». ووجهت في أوقات سابقة ملاحظات إلى أمانة الشرقية والبلديات التابعة لها، تتضمن عدم المحافظة على المسطحات الخضراء في الشوارع، وزيادة التشجير، إضافة إلى عمليات الردم للبحر والقضاء على أشجار المنجروف فيها، وبخاصة في سواحل محافظة القطيف وتاروت. ويبلغ عدد الحدائق في الدمام والخبر والظهران 250 حديقة، فيما تبلغ الحدائق في المنطقة نحو 430 حديقة وساحة بلدية، إضافة إلى ستة منتزهات عامة. ويوجد في «الشرقية» ستة كورنيشات، تحوي خمسة ملايين متر مربع من المسطحات الخضراء، ونحو ثمانية ملايين شجرة. ورأى عضو المجلس البلدي ماضي الهاجري، في تصريح سابق، أن «الأمانة تتعمد إهمال بعض الحدائق التي تشكل معلماً في المنطقة وتتجاهل صيانتها»، وذكر أن «أكبر مثال على استهداف الأمانة للحدائق، هو إهمال حديقة الملك عبد العزيز في الدمام وتخصيص جزء منها للإسكان وجزء آخر للاستثمار». ولم تتلق «الحياة» أي إجابة عن أسئلة وجهتها إلى أمانة الشرقية، قبل حلول شهر رمضان المبارك، وطالبت فيها بتوضيحات حول عملية التشجير وإحلال الطوب الأحمر مكان الأشجار والمساحات الخضراء.