كثف الحزبان الكرديان الرئيسان من تحركاتهما لإقناع أطراف المعارضة العودة إلى المفاوضات الرامية لإنهاء الأزمة السياسية التي يشهدها الإقليم منذ احداث مدينة السليمانية في شباط (فبراير) الماضي، فيما تصر المعارضة على أن عودتها مرهونة بمعالجة الأسباب التي دفعتها لتعليق حضورها المفاوضات. وقال صلاح الدين بابكر الناطق باسم المكتب السياسي لحزب "الاتحاد الإسلامي" المعارض في تصريح إلى "الحياة" إن "وفدا مشتركا من الحزبين الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني زارنا لبحث العودة إلى الاجتماعات الخماسية". وأضاف "ابلغنا وفد الحزبين أننا مستعدون لاستئناف المفاوضات بعد معالجة الأسباب التي دفعتنا لتعليق حضورنا". وبحسب بابكر فإن الوفد الزائر "أبدى استعداده لمعالجة هذه الأسباب، وقال إن الحزبين الحاكمين قررا معالجتها والعودة إلى طاولة المفاوضات". وكانت احزاب المعارضة علقت المفاوضات مع الحزبين الرئيسين منتصف الشهر الماضي احتجاجا على رفض السلطة تنفيذ اربعة مطالب قدمتها المعارضة هي "تقديم مطلقي النار على المتظاهرين إلى العدالة ووقف ملاحقة واعتقال مناصري المعارضة والصحافيين والنشطاء، وإعادة إطلاق المخصصات المالية إلى احزاب المعارضة , والعفو عن الذين اصدرت ضدهم احكام اوامر القبض من جانب القضاء". وعن دوافع الحزبين من إجراء لقاءات منفردة مع أطراف المعارضة، أوضح بابكر أن "الحزبين طلبا إجراء اللقاء المنفرد وبررا ذلك بمحاولة خلق حوار جدي وتهيئة مناخ مناسب، على رغم أن أطراف المعارضة لديها رؤية مشتركة وقد ابلغناهم بها". وقال عضو الوفد المفاوض عن حركة "التغيير" المعارضة يوسف محمد في تصريحات صحافية إن "لقاءات الحزبين الحاكمين مع المعارضة جاء بطلب منهما، ونحن أكدنا على ضرورة تهيئة الأجواء لإجراء الإصلاحات"، مشيرا إلى أن الحزبين "سيواصلان مشاوراتهما حول الموقف من الإصلاحات، على أن تستمر أطراف المعارضة مشاوراتها، ولكن الى الان لا يعرف فيما إذا كانت المفاوضات الخماسية ستبدأ ام لا". وعزا الناطق باسم حركة "التغيير" المعارضة محمد توفيق رحيم في تصريح إلى "الحياة" عودة المفاوضات إلى المربع الأول إلى "استمرار احزاب السلطة في إجراءاتها التعسفية بحق الناس والمتظاهرين ومؤيدي المعارضة، ما دفعنا إلى تعليق المشاركة في المفاوضات، كوننا واجهنا صعوبة في إقناع مناصرينا في مواصلة حضورنا في وقت كانوا يتعرضون إلى الإجراءات القمعية من قبل الأجهزة الأمنية". من جانبه قال محمد حكيم الناطق باسم الحركة "الإسلامية" المعارضة ل"الحياة" إن حركته "تنتظر ما سيقدمه وفد الحزبين الحاكمين من مقترحات جديدة ونحن سنرحب بها، وحسب ما أبلغتنا احزاب المعارضة فأن الوفد لا يحمل أي جديد، لكننا ننتظر من السلطة تنفيذ النقاط الأربعة التي تقدمنا بها والتي دفعتنا إلى تعليق حضورنا المفاوضات".