يعاني حي الجبس جنوب مدينة الرياض نقصاً في مرافق الصحة والتعليم والمساكن، على رغم أنه أحد أقدم أحياء العاصمة على حد قول عدد كبير من أهالي الحي، الذين أكدوا أنهم لا يشعرون بالأمن لعدم وجود مركز شرطة، ولا ينعمون برعاية صحية لافتقادهم إلى مركز صحي، كما يخيم عليهم القلق والترقب كلما أرسلوا أولادهم للدراسة في الأحياء المجاورة بسبب نقص المدارس عندهم، أما مساكنهم المهترئة فتنتظر من يقيها حرارة الشمس وبرودة الأجواء وتقلباتها الموسمية. وذكر عمدة حي الجبس بادي العنزي ل«الحياة» أن غالبية سكانه من الأرامل والأيتام والعجزة الذين لا تتجاوز مساحة منزلهم 250 متراً مربعاً، ويعتبرون من ذوي الدخل المحدود ممن لا يستطيعون مواجهة متطلبات الحياة اليومية في ظل غلاء الأسعار، والبيوت المتهالكة التي لا تقي من حرارة الشمس أو برودة الأجواء وتقلباتها، لأن أسقفها مكونة من الخشب أو سعف النخل، لافتاً إلى أن حياتهم تقوم على صدقات المحسنين الذين يزورون الحي خلال فترات زمنية متقطعة. وقال أحد سكان الحي نهار القحطاني: «السكن في حي الجبس يعد مغامرة لمن لديه أبناء مراهقين، فالبيئة غير مناسبة لعدم وجود مركز شرطة ولصعوبة دخول الحي وأزقته المختلفة التي قد تكون مأوى للفارين من العدالة ومستودعاً للممنوعات، فكم من مركبة مسروقة ضبطت في الحي، ولا يكاد تشعر بالهدوء في منزلك ليلاً إلا وتفجع بطلقات نارية، وعند التأكد من مصدرها يكون عبارة عن سيناريو مكرر من مشاجرة بين مجموعة من الشبان تنتهي بنقلهم عبر سيارة الإسعاف لأقرب مستشفى». وأضاف: «نعيش في هذا الحي في عشوائية إذ نفتقر إلى التعليم والرقابة والوجود الأمني للشرطة، إذ أن أقرب مركز صحي وأمني يقع في حي العزيزية، أما من لا يجد وسيلة مواصلات لنقله ولا يستطيع تحمل مصاريف النقل فيواجه مصيراً مجهولاً». ولفت المواطن ساطي العنزي إلى أن ثلاثة من شباب الحي توفوا دهساً بعد عودتهم من مدرسة في حي العزيزية التي تبعد مسافة 3 كيلو مترات عن منازلهم، بسبب عدم وجود مدرسة ثانوية خاصة في الحي، مضيفاً أن غيرهم كثيرين من شباب الحي يودعون أهاليهم عند الذهاب إلى مدارسهم في حي العزيزية التي يفصلها عن حي الجبس طريق الخرج الذي لا يكاد يهدأ بسبب حركة النقل من الرياض وإليها، ما اضطر بعض العائلات إلى إجبار أبنائها على ترك الدراسة خوفاً عليهم من الحوادث. وعن المطالبة بحقوقهم في الحي، قال: «لنا مجلس يومي نجتمع فيه مع أعيان ووجهاء الحي، لمعرفة ماذا حدث بخصوص مطالبنا ومعاريضنا التي رفعت إلى الجهات الحكومية، وغالباً لا نجد تحركات لحل مشكلاتنا». من جهته، أوضح المتحدث باسم وزارة الصحة الدكتور خالد مرغلاني ل«الحياة» أن الجهات المعنية في الوزارة اعتمدت إنشاء مركز صحي في حي المناخ «الجبس»، وسيكون من أولويات الوزارة للسنة المقبلة، وسيتم الاتفاق مع إمارة منطقة الرياض لتحديد المكان المناسب له بالحي. فيما ذكر مدير الإعلام التربوي المكلف في وزارة التربية والتعليم علي الغامدي ل«الحياة» أن الوزارة تنتظر تخصيص مرفق تعليمي للبنين من أمانة العاصمة، مشيراً إلى أن إدارته تعمل حالياً على شراء مرفق تعليمي للبنات، لافتاً إلى أنه في حال اكتمال ذلك ستقوم الإدارة ببرمجة مشاريع تعليمية عليها، إذ يوجد في الحي مدارس ابتدائية ومتوسطة في مبان مستأجرة. واتصلت «الحياة» بالمتحدث باسم شرطة منطقة الرياض العقيد ناصر القحطاني للتعليق على الوضع الأمني في حي الجبس، فطلب توجيه خطاب رسمي للرد عليه، وهو ما تم قبل نحو شهرين، وبعدها لم يجب على الاتصالات المتكررة.