يختار الأفغان اليوم رئيسهم من مرشحين، هما وزير الخارجية السابق عبدالله عبدالله ووزير المال السابق أشرف غاني اللذان تأهلا للدورة الثانية بعد دورة أولى في نيسان (أبريل) الماضي لم تفضِ إلى فوز أي مرشح بنسبة 50 في المئة من الأصوات. وحشد الجيش أكثر من ربع مليون من أفراد الجيش والشرطة والاستخبارات لحماية عملية الاقتراع، ومنع حوادث عنف قد تتخللها. وطالبت وزارتا الداخلية والإعلام المراسلين الأفغان والأجانب بتجنب التنقل الكثيف يوم الانتخابات بسبب الأوضاع الأمنية. وكان ضابط في الجيش الأفغاني هاجم سيارة على متنها مصورة ألمانية ومراسلة أميركية في مدينة خوست يوم الاقتراع في الدورة الأولى، ما أدى إلى مقتل المصورة وجرح زميلتها. ودعا جان كوبيس، مندوب الأمين العام للأمم المتحدة في أفغانستان، المرشحَين إلى إتاحة وقت كامل للجنة الانتخابية والعاملين فيها، وعدم التسابق في إعلان النتائج الأولية أو إثارة شغب خلال التصويت أو فرز الأصوات. كما طالبهما بقبول النتائج والتصرف بمسؤولية. ويتوقع أن تعلن النتائج الأولية للانتخابات في الثاني من تموز (يوليو) المقبل، والنهائية في 22 منه لإعطاء وقت كافٍ لدرس الطعون وإلغاء الأصوات غير الصحيحة. وعشية الاقتراع، دعا عبدالله إلى علاقات حسن جوار وتعاون مع باكستان، على رغم اتهامه الدولة الجارة واستخباراتها وتنظيم «عسكر طيبة» الإسلامي المتشدد بالوقوف خلف محاولة اغتيال تعرض لها قبل أسبوعين في كابول، وأوقعت 12 قتيلاً، وهو ما نفته إسلام آباد. وعلى رغم التنافس الحاد بين عبدالله المدعوم من الأقليات العرقية في الشمال وغاني البشتوني المدعوم من الرئيس حميد كارزاي وأكثرية البشتون، أيد المرشحان توقيع اتفاق أمني مع واشنطن لإبقاء جنود أميركيين في أفغانستان بعد نهاية السنة، فور تولي أي منهما السلطة. إلى ذلك، جددت حركة «طالبان» معارضتها الانتخابات، وحذرت في بيان الأفغان من التوجه إلى مراكز الاقتراع أو تقديم مساعدة للجان الانتخابية أو الإدلاء بأصواتهم، ما قد يعرضهم لاعتداءات. وكشفت استطلاعات للرأي دعم قادة الأحزاب البشتونية ومرشحين في الدورة الأولى انتخاب غاني رئيساً لأفغانستان، ما جعله يتحدث عن احتمال نيله نسبة 60 في المئة من الأصوات. لكن مؤيدي عبدالله اعتبروا أن نشر هذه الدعاية يهدف إلى تغطية عملية تزوير كبيرة قد تنفذها أجهزة الدولة لمصلحة غاني. ويعتبر أنصار عبدالله انه سيفوز بغالبية ساحقة في الدورة الثانية، وأن محاولة الاغتيال التي تعرض لها عكست خوف خصومه من فوزه الحتمي.