شارفت حملة المرشحين للانتخابات الرئاسية الأفغانية على الانتهاء، على وقع هجمات وتفجيرات تنفذها حركة «طالبان» اثر تهديدات أطلقتها بتعطيل الاقتراع، ومطالبتها الشعب بالنأي بنفسه عما أسمته «ألعوبة الاحتلال». واستهدف الهجوم الأخير مقر وزارة الداخلية في العاصمة كابول الأربعاء الماضي، ما أسفر عن مقتل 6 رجال شرطة. وأعلنت وزارة الداخلية الأفغانية أنها نشرت أكثر من مئتي ألف عنصر من قوات الجيش والشرطة والاستخبارات في كابول وباقي المدن استعداداً للانتخابات، لكنها لم تستعبد تنفيذ مقاتلي «طالبان» تفجيرات انتحارية ضد مراكز اقتراع في الشرق والجنوب، وقصفها بصواريخ في يوم التصويت غداً. ويتصدر المرشح السابق للرئاسة العام 2009 عبدالله عبدالله ووزير المال السابق أشرف غني ووزير الخارجية السابق زلماي رسول استطلاعات الرأي، لكن أياً منهم لن يحصل على غالبية تتجاوز 50 في المئة من أصوات المقترعين في الجولة الأولى للانتخابات، ما يحتم إجراء جولة ثانية بعد شهرين. وأبدى عبدالله عبدالله ثقته بالفوز، مشدداً في كلمات ألقاها خلال مهرجانات نظمتها حملته على أن منافسه الوحيد في صناديق الاقتراع «هو التزوير والتلاعب بالنتائج»، في إشارة إلى احتمال دعم الرئيس حميد كارزاي الذي لا يحق له الترشح لولاية ثالثة، وحكومته المرشح رسول الذي يقول كثيرون إن «ظهوره على شاشات التلفزيون فاق حضوره في الشارع». واستطاع عبدالله عبدالله، بخلاف عام 2009، تنظيم مهرجانات انتخابية جنوبأفغانستان وشرقها، حيث أكثرية السكان من البشتون. واستمع آلاف من مؤيديه إلى خطاباته في قندهار وخوست وجلال آباد، ما يعزز فرص كسبه عدداً كبيراً من أصوات البشتون الذين نقموا عليه سابقاً، بسبب دعوته القوات الأميركية لتكثيف قصفها الجوي لمناطق البشتون، بحجة وجود مقاتلي «طالبان» فيها. ويخشى أفغان كثيرون أن تفضي الانتخابات الرئاسية إلى نزاع على السلطة، في حال حصول عمليات تزوير لمصلحة أحد المرشحين، ما يزيد الغموض حول مستقبل البلاد الذي ستغادره قوات الحلف الأطلسي (ناتو) نهاية السنة. ولا يخفى أن الخلاف بين الرئيس كارزاي والإدارة الأميركية على توقيع اتفاق أمني ثنائي زاد مشاكل كابول والقوات الأميركية. وعلى رغم تأييد المرشحين الثلاثة الأبرز للانتخابات توقيع الاتفاق الأمني مع واشنطن، تستبعد وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) حصول ذلك قبل نهاية الصيف، ما يعرقل إبقاء 15 ألف جندي أميركي، كما ينص الاتفاق، في أفغانستان.