أعلنت لجنة الانتخابات في افغانستان، تقدم المرشح الرئاسي عبدالله عبدالله وفق النتائج الاولية على منافسيه اشرف غاني وزلماي رسول، الامر الذي يتوقع ان يثير استياء غالبية السكان من البشتون وأيضاً الجيران الباكستانيين. ويعرف عبدالله عبدالله الذي ينتمي الى اقلية الطاجيك بقربه من ايران والهند، ويأخذ عليه البشتون (السنّة) دعوته الاميركيين الى ضرب «معاقل طالبان» في الجنوب الافغاني، خلال توليه سابقاً منصب وزير الخارجية. كما يأخذ عليه الباكستانيون حضّه واشنطن علناً، على توجيه ضربات الى مناطق القبائل غرب باكستان والتي تشكل ملاذاً لمتشددي «طالبان» وحلفائهم في «القاعدة». ولم يستبعد مراقبون في إسلام آباد ان تستغل «طالبان» تقدم عبدالله في اتجاه تولي الرئاسة، لتصعيد هجماتها ضد الحكومة الافغانية في وقت تستعد القوات الاميركية والاجنبية الى الانسحاب من البلاد في نهاية هذا العام. وأعلن يوسف نوريستاني رئيس اللجنة الانتخابية المستقلة في افغانستان امس، «نتائج جزئية للاقتراع في 26 ولاية بعد فرز 10 في المئة من الاصوات في (ولايات) الشمال والجنوب والشرق والغرب وكابول». وأضاف نوريستاني ان «من اصل 500 ألف بطاقة تصويت في 26 ولاية، حل الدكتور عبدالله في الصدارة بحصوله على 41,9 في المئة من الاصوات، فيما حصل (المرشح البشتوني) اشرف غاني على 37,6 في المئة وحل في المرتبة الثانية وحصل زلماي رسول على 9,8 في المئة وحل في المرتبة الثالثة». وأدلى الافغان بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية في الخامس من الشهر الجاري، لانتخاب خلف للرئيس حميد كارزاي، من دون حوادث تذكر، على رغم تهديدات اطلقتها حركة «طالبان» بشن هجمات، قبل اشهر من انسحاب قوات الحلف الاطلسي من البلاد. والأوفر حظاً في الانتخابات التي تشكل اول انتقال للسلطة من رئيس افغاني منتخب ديموقراطياً الى رئيس آخر، هم ثلاثة وزراء خارجية سابقون في عهدي كارزاي. ويعتبر زلماي رسول مقرباً من الرئيس المنتهية ولايته، في حين ان اشرف غاني خبير اقتصادي ذائع الصيت. اما عبدالله عبدالله، فهو معارض حل في المرتبة الثانية في انتخابات 2009. وتنافس ثمانية مرشحين لخلافة كارزاي الذي حكم وحده هذا البلد الفقير البالغ عدد سكانه 28 مليون نسمة منذ سقوط «طالبان» في 2001 والذي يمنعه الدستور من الترشح لولاية ثالثة. ويتعين أن يحصل المرشح على أكثر من 50 في المئة من الأصوات لكي يفوز، وإن لم يتمكن أحدهم من ذلك، فستجرى دورة ثانية بين المرشحين اللذين يحتلان المرتبتين الاولى والثانية. وتخللت هذه الانتخابات شكاوى كثيرة من التزوير.