بغداد - رويترز - بعد قرابة عامين من الانتظار للانتقال للعيش في الولاياتالمتحدة في اعقاب أربع سنوات قضاها مترجما للجيش الأميركي في العراق بدأ محمد يعتقد انه ربما يضطر لإعادة التفكير بشأن خططه. ويخشى محمد من أن يتم التخلي عنه وأن تصل إليه الميليشيات المسلحة في نهاية المطاف اذا انسحبت القوات الأميركية بحلول المهلة المحددة في نهاية العام قبل قبوله ضمن برنامج يتيح للعراقيين فرصة الإقامة في الولاياتالمتحدة. وقال محمد الذي طلب عدم استخدام اسمه بالكامل "ليست عندي خطة بديلة ولا اعرف ما الذي سأفعله." وأضاف بلكنة أميركية قوية "اذا رحل الأميركيون عن العراق وبقيت هنا فإن الميليشيات ستقتلني." واضطر محمد بالفعل إلى تغيير محل اقامته مرتين خلال عامين بسبب مخاوف أمنية. واعتاد أن يغطي وجهه خلال خروجه مع الجيش الأميركي في مهامه لكنه يشعر بالقلق من ان يتم كشف هويته بعد الانسحاب الأميركي المقرر. ومثل الاف آخرين من العراقيين يأمل محمد في الحصول على تأشيرة من التأشيرات الأميركية المخصصة للاجئين العراقيين للهرب من العنف الذي ما زال يجعل من العراق مكانا خطيرا رغم تراجع حدة الصراع منذ أكثر الايام دموية قبل اربعة أعوام. ويتفاوض العراق والولاياتالمتحدة حول ما اذا كان بعض الجنود الأميركيين سيبقون في العراق كمدربين عندما ينتهي العمل بالاتفاقية الأمنية هذا العام وتنسحب القوات الأميركية بعد اكثر من ثمانية أعوام من الغزو الذي أطاح بصدام حسين. وفي أوج العنف الطائفي بين عامي 2006 و2008 كان ينظر إلى من يعملون مع الجيش الأميركي أو المنظمات المدنية الأميركية على انهم عملاء وخونة. ويقول محمد ان البعض ما زال يعتقد انه يتعين قتل من هم على شاكلته. وقال عراقي اخر يدعى عصام كان يعمل لصالح منظمة أميركية غير حكومية ان حياته معطلة لانه أعد نفسه وعائلته للرحيل. وقال عصام الذي طلب ذكر اسمه الاول فقط لاسباب امنية "الالاف منا يعيشون في مثل هذه الظروف العصيبة." والان هناك تأجيل اخر لاجراء المزيد من الفحص الامني على اصحاب الطلبات. وذكر بيان لمكتب التحقيقات الاتحادي الأميركي على الانترنت ان المكتب اعتقل في 25 مايو ايار 2011 بولاية كنتاكي عراقيين اثنين كانا قد دخلا الولاياتالمتحدة عام 2009 وذلك بتهمة الاشتراك في هجمات بالقنابل في العراق ضد الجيش الأميركي وارسال متفجرات وقذائف إلى العراق لاستخدامها ضد الأميركيين. ومنذ ذلك الحين بدأ المسؤولون الأميركيون في اعادة فحص ملفات 59 الف عراقي غادروا بالفعل إلى الولاياتالمتحدة وتشمل ايضا اولئك الذين ما زالوا ينتظرون في العراق. وقال اريك شوارتز مساعد وزيرة الخارجية لشؤون السكان واللاجئين والهجرة الشهر الماضي "لا نستطيع تأجيل تنفيذ أو تأخير اجراءات الفحص الأمني التي تتسم بالفاعلية لكن تلك الاجراءات تسغرق وقتا لا محالة وتبطيء العملية." ويأمل عصام واخرون في الانضمام إلى ما يربو على 4.7 مليون عراقي غادروا بلادهم منذ عام 2003 فيما وصفته المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة باسوأ أزمة انسانية في الشرق الأوسط منذ عام 1948. وكان العراق قد بدأ في اعادة البناء بعد سنوات الحرب ومن قبلها العقوبات وتحتاج البلاد إلى الاستثمار في كل قطاع تقريبا. لكن عملية إعادة البناء تسير ببطء بل ان الخدمات الأساسية مثل امدادات الكهرباء والمياه لا تزال تواجه الكثير من المشكلات. ويحتل العراق وأفغانستان وكلاهما يستضيف عشرات الالاف من القوات الأميركية الأولوية في برنامج اعادة توطين اللاجئين. وتكون الأولوية في الحصول على التأشيرة للاشخاص المعرضة حياتهم للخطر بسبب تعاونهم مع الحكومة الأميركية أو الجيش الأميركي أو المنظمات التي تتخذ من الولاياتالمتحدة مقرا لها. وقال متحدث باسم السفارة الأميركية في بغداد لرويترز عبر رسالة بالبريد الالكتروني "تدرك الولاياتالمتحدة المسؤولية الخاصة تجاه عراقيين لديهم صلات أميركية وقد طورت عدة برامج يمكن ان تسهل تأهلهم للنظر في توطينهم بالولاياتالمتحدة." ولكن الأمر بالنسبة لأشخاص مثل أحمد وهو مترجم اخر ومراسل عمل يوما مع الاعلام الغربي بعد سقوط صدام حسين فإن البطء في الاجراءات يبدو على نحو متزايد كأنه وسيلة للتخلي عنهم. وقال أحمد وهو اب لثلاثة ابناء ويعيش في شرق بغداد "ربما يتعين ان اجد سبيلا لمواجهة مستقبل غامض في العراق." وأضاف "آمل ألا اتعرض لخيانة."