بصورة مفاجاة يُقرر اسامة علي ابلاغ عائلته انه سيهاجر خلال ايام الى الولاياتالمتحدة وانه لن يعود ابداً ما اذهل اشقاءه وأمه وباقي اخوته. واسامة شاب في الخامسة والعشرين من محافظة بابل (وسط العراق) عمل لأكثر من اربع سنوات مع القوات الاميركية من دون علم اصدقائه وعائلته الذين كان ابلغهم انه موظف في معمل «نسيج بابل» تحسباً من الجماعات المتشددة التي تستهدف المترجمين والمتعاونين مع الجيش الاميركي او الشركات الامنية اضافة الى معارضة والده الشديدة «العمل مع قوات الاحتلال». ويقول ابو اسامة ل»الحياة» ان ولدي «كان يحلم بالسفر وكنا نعتقد انه مجرد حلم لكنه قد يكون حالياً وصل الى الولاياتالمتحدة بالفعل خصوصاً ان الاميركيين قبلوا طلبات لجوء العراقيين الذين عملوا معهم». ويتابع: «لم اتوقع يوما ان يكون احد افراد عائلتي متعاوناً مع قوات دولة اجنبية محتلة وسيجعلني الامر حزيناً ما حييت». وكانت السفارة الأميركية في العراق بدأت السنة الماضية بمنح سمة الدخول (فيزا) إلى العراقيين العاملين مع مصالح الولاياتالمتحدة في العراق بصورة مباشرة أو غير مباشرة ضمن البرنامج الذي يوفر خمسة آلاف تأشيرة تأشيرة سنوياً للسنوات الخمس المقبلة ويمنح امتيازات شبيهة للذين يحصلون على اللجوء في الولاياتالمتحدة مثل المسكن وباقي المستلزمات لثمانية شهور في الولاياتالمتحدة. ويبدي اشقاء اسامة دهشتهم لاخفاء سر عمله مع القوات الاميركية طوال السنوات الماضية ويقول احدهم: «اكتشفنا ان مجموعة من اصدقاء اسامة عملوا مع الاميركيين وهم ينتظرون الآن دورهم للسفر». ويجذب العمل مع القوات الاميركية كثيراً من الشباب العراقيين العاطلين سيما من يجيد اللغة الانكليزية حيث تمنح هذه القوات مرتبات مجزية اضافة الى اغرائهم بالهجرة. الا ان مهاجرين عادوا الى العراق اخيراً يعتبرون ان الهجرة الى الولاياتالمتحدة «غير موفقة ولا تلبي الطموح». ويوضح حسن سعد، الذي عاد قبل حوالى شهرين، «الوضع في الولاياتالمتحدة غير مريح فالادارة الاميركية توفر السكن والمرتب لستة شهور فقط وتتخلى عن اللاجئ الذي لم يجد اللغة بعد اضافة الى ذلك فان فرصة الحصول على عمل أمر شبه مستحيل في ظل ارتفاع نسبة البطالة». ويقدر عدد اللاجئين العراقيين في الخارج بنحو 3 ملايين شخص معظمهم في سورية والدول الاسكندنافية، وكانت دول اوروبية قررت اعادة لاجئين عراقيين بداية السنة الجارية بعدما سمعت بتحسن الاوضاع في العراق حيث اعادت السويد، التي تعد ثاني اكبر بلد منح العراقيين اللجوء، 400 لاجئ السنة الماضية. ووفقاً لمجلس الهجرة السويدي تقدم 18559 عراقياً بطلبات لجوء السنة الماضية مقارنة مع 8950 العام 2007، الا ان وكالة الهجرة خفضت عدد طالبي اللجوء بعدما اصدرت حكماً اعتبرت بموجبه انه «لم يعد هناك نزاع مسلح في العراق وعلى العراقيين العودة الى بلادهم». وتقول المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة ان بريطانيا وهولندا والنروج والسويد تنسق ترحيل عراقيين الى بغداد بعد رفض طلباتهم للجوء.