توعد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ب «ردع» من يقترب من مصر، في أول تعقيب يصدر من الرجل على الأحداث التي تجري في العراق وتمدد تنظيم «داعش» هناك. وقال على هامش مشاركته في ماراثون للدراجات صباح أمس: «انظروا إلى الأوضاع حولكم. لن يقوى أحد على الاقتراب من مصر أبداً. لن يُسمح بذلك، ومن تسول له نفسه ذلك سيجد الردع اللازم». وكان السيسي فاجأ المصريين بمشاركته في الماراثون الذي حضره، إضافة إلى فنانين وشباب وطلاب في كليات عسكرية وكلية الشرطة، رئيس الحكومة إبراهيم محلب ووزراء الدفاع صدقي صبحي، والداخلية محمد إبراهيم، والمال هاني قدري، والتجارة والصناعة منير فخري عبدالنور والتضامن الاجتماعي غادة والي، والشباب خالد عبدالعزيز، في إشارة ضمنية إلى استمرارهم في الحكومة الجديدة التي يكثف محلب مناقشاته لتشكيلها تمهيداً لحلف اليمين القانونية أمام السيسي اليوم أو غداً «على أقصى تقدير»، وفقاً لمسؤول. وكان محلب أكد أن الحكومة الجديدة ستعقد أول اجتماع لها الإثنين المقبل. ووفقاً للنقاشات الدائرة، فإن رئيس الحكومة المكلف ينوي تعيين ثلاثة نواب الأول للشؤون الأمنية هو وزير الدفاع والثاني للشؤون الاقتصادية والثالث للشؤون الخدمية، فيما تأكد أيضاً أن وزير التخطيط والتعاون الدولي أشرف العربي ووزير الخارجية نبيل فهمي سيحتفظان بحقيبتيهما. وكان السيسي شارك صباح أمس في ماراثون للدراجات نظمته وزارة الشباب وامتد 20 كيلومتراً، بحضور نحو ألفين من طلاب الجامعات وكلية الشرطة والكليات العسكرية وعدد من الشخصيات العامة والفنانين والإعلاميين. وحض الشعب على «المشاركة في بناء الوطن». وعرض التلفزيون كلمة مختصرة للسيسي قبل مشاركته في الماراثون الذي انطلق من الكلية الحربية. وقال: «علينا كل المصريين أن نتجمع على قلب رجل واحد ولا نختلف أبداً... عندنا ما يجمعنا ولا مشكلة نختلف عليها. كلنا نحب بلدنا ونريد مصلحته». وأضاف: «يجب أن يكون هدف شعب مصر البناء وعدم الاختلاف، والطريق الطويل يبدأ بخطوة». وتابع: «لن يبنى بلدنا إلا حين تكون قادراً على المشاركة في بنائها». واعتبر أن «فكرة الماراثون رمز الوحدة للشعب كله. هناك كثير من العناصر والأهداف التي تجمع الشعب، وليس الرياضة فقط». وحض المصريين على ترشيد استهلاك الوقود. وقال: «حضرتك لو ركبت سيارة ستدفع تقريباً 4 جنيهات في ال20 أو 25 كيلومتر (مسافة الماراثون) ومصر ستدفع 8 جنيهات». ودعا إلى استخدام الدراجات أو السير، قائلاً: «مش هتتبني بلدنا غير كده». وتطرق في كلمته إلى قضية التحرش، مستنكراً «ما تتعرض له الأعراض في مصر من انتهاكات وما تفرضه على مجتمعنا تلك الأوضاع الدخيلة علينا من ضرورة عدم السكوت عليها وتصدي المجتمع لها». وشدد على أن «ما يقوم به المتحرش من إهانة للمرأة يتعارض مع حقوق الإنسان وحرياته، كما يتعارض مع ديننا الحنيف وتعاليمه ووصايا نبينا تجاه المرأة... الدولة عقدت العزم على مواجهة تلك الظاهرة والقضاء عليها في شكل حاسم». وطالب باعتبار الماراثون «بداية، وكما جرت العادة تكون البداية صعبة إلا أنها تصبح سهلة حينما يتم بلوغ الأهداف، والطريق أمام مصر صعب إلا أنه علينا أن نتحرك... سننجز هذا الطريق الصعب، آن الأوان كي نأتي بأفعال وأنشطة إيجابية وأن يستمتع الناس بحياتهم». وتطرق السيسي إلى الأوضاع الإقليمية وخاطب الحضور قائلاً: «انظروا إلى الأوضاع حولكم. لن يقوى أحد على الاقتراب من مصر أبداً، لن يسمح بذلك، ومن تسول له نفسه سيجد الردع اللازم». من جهة أخرى، توقعت جامعة الدول العربية عودة القاهرة إلى أنشطتها في الاتحاد الإفريقي خلال أيام، وقال مدير إدارة أفريقيا في الجامعة سمير حسني: «نستطيع أن نؤكد أن مجلس السلم والأمن الأفريقي في اجتماعه المقبل سيصدر قراراً بعودة مصر إلى أنشطة الاتحاد الأفريقي لتستعيد مصر عضويتها في كل أجهزة الاتحاد». وأضاف: «سبق أن قلت أن قراءة الاتحاد الأفريقي للأحداث في مصر كانت خاطئة. الاتحاد بدأ في تصحيح رؤيته لما حدث في مصر بإرسال فريق رفيع المستوى برئاسة ألفا عمر كوناري الذي من المقرر أن يقدم تقريره إلى مجلس السلم والأمن الأفريقي على مستوى القمة في 25 الشهر الجاري في غينيا الاستوائية، بعد أن أرسل الاتحاد بعثة لمراقبة الانتخابات الرئاسية المصرية أكدت ارتياحها لعملية الانتخابات التي جرت في جو من النزاهة والشفافية». وتابع: «أعتقد بأن حضور السيسي سيمثل فرصة مهمة لاستعادة مصر دورها على الساحة الأفريقية». على صعيد آخر، سمحت سلطات مطار القاهرة أمس للكاتب المؤيد ل «الإخوان» فهمي هويدي بالسفر إلى المغرب بعد ثلاثة أسابيع من منعه من السفر إلى إسبانيا. وقالت مصادر أمنية إنه «أثناء إنهاء إجراءات سفر ركاب الطائرة المصرية المتجهة إلى الدار البيضاء، تقدم هويدي للسفر وبوضع بيانات اسمه على كومبيوتر الجوازات تبين عدم وجود اسمه على قوائم المنع كما لم تعارض أي جهات أمنية سفره وتم السماح له بالمغادرة». وكانت سلطات المطار منعت هويدي قبل ثلاثة أسابيع من السفر إلى إسبانيا «تنفيذاً لقرار من إحدى الجهات الأمنية»، وسمحت له بالخروج من المطار من دون توقيف. إلى ذلك، غيّب الموت أمس الصحافي عبدالله كمال (49 عاماً) إثر أزمة قلبية مفاجئة. وكان كمال رئيساً لتحرير صحيفة «روز اليوسف» التي كانت المعارضة تعتبرها الصحيفة الناطقة بلسان حال لجنة السياسات في الحزب الوطني المنحل بقيادة نجل الرئيس السابق جمال مبارك، حتى أطاحته الثورة مع مبارك وحزبه في العام 2011. وبعد الثورة، بقي كمال على ولائه لآل مبارك. وانخرط في الحملة الرئاسية لآخر رؤساء حكومات مبارك الفريق أحمد شفيق في انتخابات العام 2012، ثم عاد أخيراً إلى الصحافة بتأسيسه موقع «دوت مصر» الذي انطلق قبل أسابيع. وكان كمال بدأ حياته المهنية منتصف الثمانيات عقب تخرجه من كلية الإعلام في جامعة القاهرة. وكتب في صحف «الحياة» و «الشرق الأوسط» و «الرأي» الكويتية التي ظل حتى وفاته مستشاراً لها في القاهرة.