أكد رئيس مؤسسة البريد السعودي الدكتور محمد صالح بن طاهر بنتن أن قطاع البريد السعودي عانى سنوات طوالاً من الإهمال، حينما ركزت وزارة البرق والبريد والهاتف (سابقاً) على تطوير قدرات قطاع الاتصالات، وأهملت البريد، ما أدى إلى تخلفه عن تقديم دوره المهم والحيوي للدولة والمجتمع. وقال بنتن لدى لقائه مجموعة من كتاب الصحف المحلية في مقر المؤسسة في منطقة مكةالمكرمة أخيراً: «إن المؤسسة كانت تواجه في العام 2005 أوضاعاً صعبة، تمثلت في تدني معدل حجم الرسائل المتداولة، مقابل عدد السكان، إذ بلغ في ذلك العام نحو 11 رسالة للمواطن في السعودية، مقابل 600 رسالة للمواطن الأميركي، فيما سجلت النمسا أدنى معدل في أوروبا بلغ 100 رسالة». وأوضح أن عدد صناديق «واصل» التي تم تركيبها وصل إلى ثلاثة ملايين صندوق، لافتاً إلى أن موضوع الصناديق والتعديات التي تعرضت لها أخذ أكبر من حجمه إعلامياً واجتماعياً، مشدداً على أن اهتمام الجميع انصب على الصناديق نفسها، ولم يتجاوزها إلى الخدمات المتميزة التي تقدمها المؤسسة. وشدد الدكتور بنتن على صعوبة التخلص من البريد التقليدي مستقبلاً بحجة دخول العالم عصر ثورة تقنية المعلومات، لافتاً إلى أن الشعب الأميركي الذي يعيش في إحدى أكثر دول العالم تقدماً تقنياً يتعامل مع البريد التقليدي بمعدل يصل إلى 1300 رسالة للفرد الواحد سنوياً، منوهاً إلى أن المؤسسات الحكومية في الدول الغربية لا تسلم الوثائق الحكومية لمواطنيها إلا من طريق البريد، وتجرّم كل مواطن يقدم عنواناً خاطئاً للجهات المختصة. وكشف الدكتور بنتن أن المؤسسة عملت خلال السنوات الأخيرة جاهدة، لاستعادة الثقة الدولية إلى جانب ثقة المواطنين في قطاع البريد، بعد تدهور أوضاع هذا القطاع، مستدلاً بأن المؤسسة بذلت جهوداً مضنية من أجل استعادة ثقة البنوك المحلية في التعامل معها، نتيجة حجم الرسائل المفقودة الكبير، مشيراً إلى أن بعض البنوك تعتمد حالياً اعتماداً مباشراً على التعاون مع البريد لإيصال رسائلها إلى عملائها. ولفت إلى أن المؤسسة نجحت بعد تطبيق خطتها الإستراتيجية في تقليل نسبة البريد المعاد وتحسين عمليات الفرز، وبناء خطط توزيع البريد بما يحقق دقة وسرعة الوصول إلى العميل، وتحسين مهل توجيه الإرساليات لينخفض إلى معدل 2.57 يوم، وخفض المخالفات ونسبة الخطأ البشري. وأشاد بنتن بموافقة أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز، على اعتماد عنوان «واصل» في جميع تصاريح إسكان الحجاج، لتسهيل وصول القطاعات الخدمية إلى تلك المساكن في حالات الطوارئ، موضحاً أن قرار أمير المنطقة يأتي تتويجاً لاعتماد العديد من الجهات الحكومية، ومنها الدوريات الأمنية، والمرور، والهلال الأحمر، وأمانة العاصمة المقدسة، الاستفادة من العناوين البريدية التي توفرها المؤسسة ضمن خدمة «واصل»، في الاستدلال على المواقع داخل الأحياء السكنية في المدن، نظراً لدقتها وسهولة الوصول إليها.