كابول – رويترز، أ ف ب، يو بي آي – تحطمت مروحية ثانية تابعة للحلف الأطلسي (ناتو) في ولاية بكتيا المضطربة شرق أفغانستان أمس، من دون ان يسفر ذلك عن خسائر بشرية، بحسب مسؤولي الحلف، لكنه يبرز اخطار الحرب بعد مقتل 38 جندياً لدى تحطم مروحية من طراز «تشينوك» لنقل جنود في ولاية ورداك (غرب) السبت الماضي، ما شكل أكبر خسارة تكبدتها القوات الأجنبية في حادث واحد منذ غزوها البلاد نهاية عام 2001. واعلن الناطق باسم الحلف الكولونيل ديفيد دورتي، تعرُّض مروحية اخرى ل «هبوط عنيف في منطقة يبدو أنها لم تشهد نشاطاً للعدو في وقت الحادث». لكن الناطق باسم حركة «طالبان» ذبيح الله مجاهد، اعلن مسؤولية الحركة عن اسقاط المروحية من طراز «تشينوك» في منطقة زورمات ببكتيا، «ما أدى الى مقتل 33 جندياً أميركياً». ولا يزال الحلف يحقق في حادث تحطم المروحية الأولى السبت، والذي جاء بعد أسبوعين على بدء القوات الأجنبية تسليم مسؤولية الأمن لقوات الحكومة، وأدى الى مقتل 30 جندياً أميركياً بينهم 20 من القوات الكوماندوس التي نفذت عملية تصفية زعيم تنظيم «القاعدة» اسامة بن لادن في باكستان مطلع ايار (مايو) الماضي. وقال العميد الأميركي كارستن جايكوبسن، احد الناطقين باسم «الأطلسي» في مؤتمر صحافي: «وصلنا الى جزء محوري من التحقيقات، فيما نعلم ان المنطقة التي تحطمت فيها الهليكوبتر ليست خالية من المتمردين». لكن مصدراً حكومياً أفغانياً أكد ان قاري طاهر، القيادي في «طالبان» التي تبنت العملية، نصب المكمن للمروحية بالتعاون مع اربعة باكستانيين، مشيراً الى انه قدم معلومات خاطئة للاميركيين حول عقد مقاتلي الحركة اجتماعاً في مجموعة منازل، وهو عرف الطريق التي ستسلكها المروحية، فتمركز مع رجاله على الجبال بين جانبي الوادي، وهاجموها بصواريخ وأسلحة عصرية اخرى». الى ذلك، أفاد القصر الرئاسي في كابول، بأن الرئيس حميد كارزاي ونظيره الأميركي باراك أوباما أكدا في اتصال هاتفي أهمية مكافحة الارهاب الذي يهدد الامن الاقليمي والعالمي، واتحاد شعبيهما في مواجهته»، فيما ابدى مسؤول في حكومة كارزاي اعتقاده بأن الهجوم هدف الى الانتقام لمقتل بن لادن». على صعيد آخر، نزل حوالى 300 افغاني الى شوارع ولاية غزني للتعبير عن غضبهم من مقتل شخصين في غارة شنتها طائرة تابعة للحلف الاطلسي على منطقة خوجياني، علماً ان الحلف أعلن ان جنوده فتحوا النار على رجل لم تعرف هويته واجههم داخل منزل ضم افراداً من اسرته. وفي بريطانيا، أعلنت وزارة الدفاع أنها تحقق في مزاعم عن قطع جندي من فوج «آرغايل وساذرلاند» أصابع من يد مسلح من «طالبان» قتل في ولاية قندهار (جنوب) للاحتفاظ بها كتذكار. لكنها رفضت تأكيد ايقاف الجندي المشبوه عن الخدمة في انتظار ظهور نتائج التحقيق.