كابول، واشنطن - أ ف ب، رويترز، يو بي آي - قتل 16 اميركياً في الساعات ال24 الاخيرة في افغانستان، في أسوأ حصيلة تتكبدها الولاياتالمتحدة منذ نشر قواتها في هذا البلد نهاية عام 2001. وسقط 7 جنود و3 مدنيين اميركيين يعملون لحساب الوكالة الاميركية لمكافحة المخدرات، وجرح 26 آخرون بينهم 11 جندياً ومدني واحد اضافة الى 14 عنصر أمن افغاني لدى تحطم مروحية في ولاية بادغيس (غرب)، حيث كثفت حركة «طالبان» نشاطاتها المرتبطة بإنتاج الأفيون في الشهور الأخيرة. وأفادت قيادة الحلف الاطلسي (ناتو) في بيان بأن «المروحية تحطمت لأسباب غير مؤكدة، لكن سقوطها لم ينتج من عمل معادٍ»، موضحة ان الحادث حصل حين هاجم متمردون مشبوهون في تورطهم بتهريب مخدرات القوات الافغانية والدولية التي نفذت عملية مشتركة ضد مبنى تواجد فيه المسلحون. وأعلن الناطق باسم «طالبان» قاري يوسف احمدي ان المقاتلين أسقطوا المروحية وهي من طراز «تشينوك» في بادغيس، «ما ادى الى مقتل 24 جندياً اجنبياً». وتبنى ايضاً مسؤولية الحركة عن اسقاط مروحيتين اميركيتين جنوب البلاد. وقال: «اطلقنا النار على مروحية للقوات الاجنبية لدى تحليقها في اجواء ولاية هلمند (جنوب)، فاصطدمت بمروحية اخرى وسقطتا معاً»، علماً ان الحلف الاطلسي أكد مقتل اربعة جنود اميركيين في حادث اصطدام المروحيتين، نافياً ارتباطه بعملٍ معادٍ. كذلك، أقر الحلف الاطلسي سقوط جندي اميركي في انفجار قنبلة يدوية الصنع شرق افغانستان، ووفاة آخر بتأثير جروح اصيب بها خلال هجوم شنه متمردو «طالبان». وكان 16 جندياً اميركياً قضوا بإطلاق نار استهدف مروحيتهم في حزيران (يونيو) 2005، ما شكل الخسائر الأكبر حجماً في صفوف القوات الاميركية منذ غزوها البلاد نهاية عام 2001. ورفع ذلك الى 437 عدد الجنود الأجانب الذين قضوا في افغانستان منذ بداية السنة الحالية، بينهم 269 اميركياً. على صعيد آخر، نظمت في كابول لليوم الثاني على التوالي تظاهرة معادية للاميركيين، احتجاجاً على مزاعم عن إحراق جنود اميركيين نسخة من القرآن الكريم في ولاية ورداك قرب العاصمة، في وقت نفت السلطات الافغانية والحلف الاطلسي صحة المعلومات استناداً الى نتائج تحقيق فتحته في المسألة. وفي سياق المراجعة التي تجريها الإدارة الاميركية لاستراتيجيتها في افغانستان، اشرف رئيس الأركان الأميركي الأميرال مايكل مولن على لعبة حرب سرية لتقويم السيناريوين العسكريين اللذين اقترحهما اخيراً قائد القوات الاجنبية في البلاد الجنرال ستانلي ماكريستال لزيادة عدد القوات في أفغانستان، وقدمه لاحقاً الى وزير الدفاع روبرت غيتس والذي رفعه بدوره الى ادارة الرئيس باراك أوباما. وكشفت صحيفة «واشنطن بوست» أن المناورة التي قادها مولن اختبرت فاعلية الزيادة المقترحة بإرسال 40 الف جندي على اميركي اضافي الى أفغانستان تعمل جميعها على مكافحة الإرهاب، وتساهم في بناء حكومة أفغانية مستقرة. كما اختبر زيادة بين 10 آلاف و15 الف جندي بري وبحري. وأوضحت الصحيفة أن المناورة التي أعدتها وزارة الدفاع لم تؤيد رسمياً أياً من الخيارين، لكنها حاولت قياس رد الفعل المحتمل لمقاتلي «طالبان»، والحكومتين الباكستانية والأفغانية وقوات حلف الأطلسي على السيناريوين. وفي ولاية ننغرهار (شرق)، نجا الحاكم غل زاده شيرزاي من محاولة اغتيال اسفرت عن مقتل احد المهاجمين الاثنين اللذين اقتحما صالة استقبلت مؤتمراً حول تقنيات الإعلام عقد في عاصمة الولاية جلال آباد، واعتقال المهاجم الثاني. وأوضح الناطق باسم الولاية احمد زائي عبد زاي ان احد المهاجمين القى قنبلة من نافذة مبنى قريب لدى وصول الحاكم مع موكبه الى المكان، «لكن شيرزاي لم يصب بأذى». وأعلن الناطق باسم «طالبان» ذبيح الله مجاهد مسؤولية الحركة عن الهجوم، مشيراً الى ان انتحاريين اثنين فجرا نفسيهما في جلال آباد وقتلا 15 شخصاً بينهم 10 جنود افغان وأجانب. ويُعرف غل آغا شيرزاي، زعيم الحرب السابق، بصراحته، ويعتبر قريباً من الرئيس حميد كارزاي الذي انسحب لمصلحته في الانتخابات الرئاسية. واتهم سابقاً بتنفيذ نشاطات اجرامية بينها تهريب المخدرات، لكنه نفى ذلك دائماً.