بعد أكثر من ستة شهور على «ثورة الشباب» في مصر تعيش الأسر المصرية حالاً من القلق والتشكك في المستقبل. هذا الشعور جاء بفعل الارتفاع الرهيب في أسعار المواد الأساسية داخل الأسواق المصرية، فيما تواصلت الاضطرابات الاجتماعية بسبب تدني الأجور، في ظل غياب الرقابة الحكومية واستمرار الانفلات الأمني والاقتحام المسلح لأقسام الشرطة ومحاولات البلطجية فرض إتاوات على المحال التجارية، وما ينطوي عليه ذلك من عنف وقتل وتعد على ممتلكات خاصة وعامة. وتصاعدت في الأيام الأخيرة المخاوف من حالة الفلتان الأمني التي تعم البلاد، خصوصاً بعد أن سجلت الأيام الماضية عدداً من الإشارات السلبية التي تشير إلى غياب الأمن في الشارع واستمرار فوضى انتشار السلاح. وتشير إحصاءات غير رسمية إلى سقوط اكثر من 15 قتيلاً و300 جريح خلال الأسبوع الأخير فقط، بفعل أعمال البلطجة والمشاجرات التي يستخدم فيها السلاح الناري. كما زادت في شكل ملحوظ مهاجمة مراكز للأمن والسطو على شركات خاصة وعامة، كما اتسعت في الأيام الأخيرة ظاهرة قطع الطرق، في ظل ما يعتبره مراقبون “عجزاً حكومياً” عن إيجاد حلول كفيلة بتجاوز الأزمة الأمنية التي يُخشى أن تشهد تصاعداً مع اقتراب تنظيم أول انتخابات برلمانية بعد الثورة. وعلى هذا الصعيد جرح أمس شرطي في قسم الوايلي (شرق القاهرة) بطلق ناري لدى محاولته القبض على عامل بحوزته سلاح ناري من دون ترخيص. ووقعت اشتباكات في إحدى قرى محافظة سوهاج (صعيد مصر) تبادل فيها الجانبان إطلاق الأعيرة النارية، الأمر الذي أدى إلى سقوط قتيلين وعشرات الجرحى قبل أن يقطع أهالي القتيلين خطاً للسكك الحديد. الأمر نفسه تكرر في مناطق عدة أبرزها الهرم وحدائق القبة، كما تعدى شخص على شرطي مرور في منطقة محرم بك غرب محافظة الإسكندرية الساحلية بالسب والشتم وتمزيق الملابس، إثر قيام الشرطي بمنعه من السير عكس الاتجاه. وعلى ما يبدو، باتت حال الفلتان الأمني التي تعم البلاد وعشوائية السلوك في الشارع تنغصان حياة المصريين. وبات التعرض للسطو أو العنف يشكل هاجساً مفزعاً يتجاوز ارتفاع الأسعار. الأمر الذي دعا بعض المناطق إلى تشكيل لجان شعبية من جديد في مواجهة أعمال السلب والنهب. وقطع أمس مئات العمال شارع الجلاء في وسط العاصمة احتجاجاً على القرار الحكومي حل الاتحاد العام لنقابات العمال. وحاول المحتجون اقتحام مبنى الاتحاد القريب من منطقة رمسيس قبل أن تتدخل قوات الأمن وتمنعهم، فانتقلوا الى قطع شارع الجلاء.