شباب المملكة صقورنا الصغار الكبار بيَّضوا الوجه ورفعوا الرأس، وبهم نستطيع أن نقول إن الأفق يبدو أخضر يانعاً، سنابل من حقول السعودية تنبت هناك في التربة الكولومبية على رغم كل الفوارق وترتفع في السماء بعنفوان وقوة لتعلن أن السعودي وإن غاب لا بد عائد، وإن عاد حتماً سيسجل حضوره ويعلن عن نفسه ويجبر الأعناق على الالتفات إليه والإشادة بما حقق. في كأس العالم للشباب هناك في كولومبيا منتخبنا للشباب يقدم نفسه بقوة ويتأهل للدور الثاني، ليس بفوزين مهمين فقط، بل بروح عالية وهمة تطاول عنان السماء، أعادت لنا الأمل في أننا مازلنا بخير، وأن هناك من يحترق لأجل الوطن ورفع العلم السعودي خفاقاً بعد سلسلة إخفاقات وإحباطات عانى منها الجمهور السعودي مع المنتخبات السعودية في كل مشاركاتها الأخيرة، حتى كاد اليأس يتسرب للقلوب أن العودة ستطول إن لم تكن مستحيلة، لكن الفجر السعودي الذي أشرق في أول يوم من رمضان من هناك لا بد أن يسفر عن صبح جديد للكرة السعودية. وبغض النظر عما ستسفر عنه المباريات المقبلة من نتائج إلا أن الحق يجب أن يقال في هذه المجموعة الشابة التي قادها مدرب وطني من التصفيات حتى النهائيات، لأنه باختصار أحسن استغلال صغر سنهم ورغبتهم في المجد والشهرة وأوقد جذوة الحماسة في دواخلهم، فنثروا الإبداع واستحقوا الثناء والإطراء، والأهم في ذلك أنه تم تحييد الجمهور فلم يمدح من قبل الإعلام لاعب على أساس فريقه الذي ينتمي له، إنما بما قدم أثناء المباراة من جهد وعطاء، وغابت وللمرة الأولى عبارة (لاعب هلالي أو نصراوي أو أهلاوي واتحادي) هو من سجل أو صنع الهدف، بل ربما كان غير معلوم لدى بعض الجماهير الأندية التي يمثلها لاعبو المنتخب ومن أي نادٍ هو الكابتن، وهذا تغيّر جذري في النظرة إلى اللاعبين وعطائهم داخل الملعب نلمسها للمرة الأولى في مباريات المنتخب السعودي بمختلف فئاته، ويجب أن تستمر إن أريد أن تكون الغاية هي الوطن. هذا المنتخب هو أمل الكرة السعودية، ويجب أن يكون أفراده تحت أنظار ريكارد وضمن اختياراته المقبلة إن كان الاتحاد السعودي يطمح فعلاً إلى إعادة بناء الكرة السعودية وليس أجمل من أن يكون البناء بالشباب، أما خالد القروني وفريقه الفني فيستحقون أن تفرد لهم العديد من الصفحات. [email protected]