توقف قطار دوري زين في محطته الرابعة متوجاً بصدارة شبابية مطلقة وسط مطاردة اتفاقية - هلالية - أهلاوية - اتحادية، وحفلت الجولات الماضية كافة إلى جانب المستوى الفني الرفيع في بعضها بكثير من الأحداث الجانبية التي خرجت بالكرة من الملاعب إلى المكاتب ووسائل الإعلام، فاستأثرت بالإثارة والمتابعة وشدت الأنظار أكثر من غالبية المباريات. انتهى ذلك كله، ومعه يجب أن ينتهي أي ذكر للأندية ولاعبيها من أجاد وأبدع منها أو من أخفق وتقهقر، فأمامنا أسبوعان خاصان ب «الأخضر» والأخضر وحده، فالمنتخب الآن هو عنوان المرحلة المقبلة، والآتي يجب أن يكون دعماً وتشجيعاً وتحفيزاً من الجميع لكل لاعبيه على السواء، وتلك مسؤولية الإعلام المرئي والمقروء والمسموع، أما الجمهور فهو مطالب موقتاً بخلع رداء الأندية وشعاراتها والتوشح بشعار المنتخب، فنور ليس اتحادياً وأسامة ما عاد هلالياً، فيما ياسر ليس عيناوياً بل سعودياً يعود لوطنه وقت حاجته إليه، وكلهم وإن اختلفت أنديتهم سعوديون «خضر الفنايل» والقلوب، حتى لو صورهم الإعلام أحياناً أعداء أو متنافرين، فالحقيقة غير ذلك، ويكفي أنهم يجتمعون على حب الوطن ولأجله يلعبون ولا أظن أن أحداً يمكن أن يبخل بجهده على وطنه. المنتخب لا يحتاج لاعباً واحداً ينهض به من كبوته ويفوز كما يدعي الذين اختزلوا ذلك في عودته، فهو لوحده لن يستطيع ولو أوتي من القوة والنجومية والمهارات منتهاها، ولو كانت البطولات تتحقق عن طريق لاعب واحد لكانت الأرجنتين بوجود «فلتة زمانه» ميسي هي بطل البطولات كافة على مستوى العالم. والمنتخب في حاجة الجميع كباراً وصغاراً رجالاً ونساء، فأمامه مهمة ليست سهلة في مباراتي تايلاند هي مفترق طرق، أحدهما يفضي للواجهة ويحيي الآمال التي وأدت طويلاً، والآخر قد يكون النهاية التي لن تقوم بعدها للكرة السعودية قائمة حتى لو ادعينا عكس ذلك، ولا أظن أن لاعبينا وما يتمتعون به من وعي وحس وطني بأهمية المرحلة المقبلة، فلا يمكن أن يتقاعسوا عن بذل حبات العرق إخلاصاً وتفانياً لأجل الوطن ورفع شعاره عالياً وتقديم ما يوازي الدعم الكبير الذي يتلقونه من لدن القيادة التي سخرت الإمكانات المادية كافة في سبيل أن تعود الكرة السعودية للواجهة من جديد. وقلوبنا مع «الأخضر» في أهم منعطف، وأيدينا إلى السماء تبتهل إلى الله تعالى ألا يخيب الرجاء. [email protected]