تتفق ممرضات سعوديات على صعوبة التوفيق بين متطلبات شهر رمضان والوظيفة، خصوصاً العمل لفترتين، إلا أنهن يؤكدن على بذل أقصى الجهد للتوفيق بينهما، والاستمتاع بقدسية هذا الشهر ولذته كزائر يستحق الضيافة والإكرام، وأيضاً الاهتمام بالعمل وتوفير أقصى الرعاية للمرضى واعتبار ذلك نوعاً من العبادة التي يثيبهن الله عليه. وتقول محاسن خالد: «في بداية حياتي الزوجية، كان التوفيق بين عملي كممرضة، ومتطلبات شهر رمضان المبارك أمراً في غاية الصعوبة»، مضيفة «لكن استطعت بعد مرور ثلاث سنوات من زواجي على التكيف على الأمر، والاستمتاع بكل لحظة منه»، مبينة أن «العمل في رمضان يحتاج لمجهود أقل وصبر أكبر. تغير الأمر كثيراً بعد استيعابي لطبيعة العمل وأنه جزء من واجبي في الحياة». أما الصعوبة التي كانت تلقاها في العمل فهي في حاجتها إلى تناول الفطور وكوب من الشاي ليساعدها على الوقوف صامدة طوال النهار، وهذا الأمر معتاد في الأيام العادية، وهو ما لا يمكن فعله في رمضان. وعن طبيعة حياتها كموظفة، قالت: «أعود لمنزلي بعد أن أكون أعددت مع أفراد عائلتي في الليلة السابقة، قائمة بالأطباق التي سأطبخها، حتى يصبح الحمل والمجهود وفق طاقتي، وبعد أذان المغرب أعيش حياتي الطبيعية مثل أي شخص آخر يمارس عباداته المختلفة من قراءة القرآن والأدعية وزيارة الأقارب». من جهتها أشارت سميرة حسن إلى أن «من الطبيعي أن أجد الأمر صعب جداً، كوني أماً لثلاثة أطفال لذلك لا أستغني عن العاملة المنزلية التي تقوم بتسهيل بعض الأعمال من إعداد للأطباق وتنظيف وغيرها، ومن الصعب أن توفق المرأة الموظفة بين متطلبات الشهر المبارك وعائلتها، وهي على رأس العمل». وعن استعداداتها لشهر رمضان قالت: «تعودت الاستعداد المسبق للأيام الأولى، التي تتطلب مجهوداً كبيراً، حتى تتعود الأسرة على الصيام»، مضيفة «فترة الصيام الأولى تكون صعبة على الجميع ثم يبدأ التعود على ذلك، كما أن تناول الطعام يقل تدريجياً بعد ذلك». وبينت فريدة البياتي أنها تمتلك طاقة خاصة في هذا الشهر، وتقول «جدتي مصرية كانت ممرضة، وكم كنا متيمين بحياتها في رمضان، كانت تعمل وتعود للمنزل بكامل نشاطها، وكانت تسير وفق جدول مهني، وضغط عملها لم يسلبها متعة الشهر الفضيل، وتروي لنا عن مشقة الحياة، وأن السعي في طلب الرزق جعل البعض يغفل عن الاستمتاع بنقاء رمضان، و كانت تعمل وهي صائمة محتسبة أجرين أجر العمل وأجر تحمل الصائمين القادمين من أماكن بعيدة طلباً للعلاج، ولم تكن تتأفف أو تنتظر وقت الإفطار». وتضيف: «روت جدتي التي كانت تعمل في القاهرة حادثة وقعت لها، إذ تطلبت إحدى الحالات المرضية التي كانت يقف معها ممرضاً مساعداً، أن تبقى ثلاث ساعات بعد انتهاء الدوام، لأن المريضة التي كانت تقف على علاجها أصرت على بقائها إلى جوارها»، وتنقل عن جدتها: «كنت أفكر في أولادي الذين ينتظرون عودتي وفي المريضة التي كانت تطلب مساعدتي، واخترت البقاء بجوارها، وحين عدت للمنزل وجدت أولادي استقبلوني بسفرة لم أكن أحلم بها، وكان يوماً لا أنساه». وتؤكد فريدة «تعلمت من جدتي أن عملي جزء لا يتجزأ من مهام عبادتي في رمضان، وبات أمر تقسيم العمل سهلاً للغاية». من جانبها، ترى فاطمة الهاشم أن «العمل في جانب التمريض هو إنساني بالدرجة الأولى، لأنه يتعاطى مع آلام الناس ومعاناتهم، ويتطلب صبر وتحمل، لذلك يتضاعف العناء في شهر رمضان بخاصة وأن تشاهد كباراً في السن يبكون لأنهم لا يستطيعون الصيام بسبب المرض، أو يطلبون علاجاً يراعي فترة الإمساك عن الطعام». وتشير إلى أن الكثير من الناس يكون همهم الأول هو الصيام، ويلحون على هذا الأمر، ويقوم الطبيب بمساعدتهم على تحقيق هذا، ما يرفع من معنوياتهم كثيراً، ويجعل البشر ينضح من وجوههم. وترى أن الصعوبات التي تواجه الكثير من الممرضات في رمضان تتمثل في العمل على فترتين صباحية ومسائية، مما يحرمهن من العبادة، كما أنه يشكل ضغطاً عليهن في الأعمال المنزلية، لذلك تطالب الكثيرات منهن وزارة الصحة بتحويل دوام شهر رمضان إلى فترة واحدة فقط، رحمة بالجميع.