في العشر الأوائل من شهر رمضان، يعاني بعض الصائمين من ألم في الرأس، يستمر لدى آخرين طيلة الشهر لما يعانون من مشكلات صحية، كالصداع النصفي أو ما يسمى ب«الشقيقة»، الناجمة عن التغيير الكلي في النظام الغذائي، والتوقف المفاجئ عن شرب المنبهات، والشعور بالجوع لساعات طويلة، وقلة النوم والإعياء والشد العصبي. تبين اختصاصية التغذية سحر فهمي، في حديثها ل«الحياة»، أسباب آلام الرأس الخفيفة، التي تأتي في العشر الأوائل من رمضان، وتربطها بتغيير النظام الغذائي وقلة النوم، كأسباب رئيسية، ويمكن التخلص منها على حد قولها، عبر وسائل تغذية سليمة، ونظام صحي، كبدء الاستعداد إلى ذلك قبل رمضان، بأسبوع على الأقل، من خلال استبدال المشروبات التي تحوي كافيين إلى مشروبات خالية منه، كاليانسون، العصائر، وغيرها، إضافة إلى الإكثار من شرب السوائل قبل دخول رمضان لإعطاء الحاجة الكافية للجسم لأن نقص السوائل، يؤدي إلى ألم في الرأس من خفيفة إلى شديدة أحياناً. وأما فيما يتعلق بالصداع النصفي، تقول: «هذه مسألة تختلف تماماً، وتتطلب رأي أطباء لتشخيص المرض ومعرفة أسباب زيادة الإصابة به في رمضان»، وفيما يتعلق في النصائح المتعلقة بالنظام الغذائي، تشير «على مصاب الصداع النصفي توخي الحيطة والحذر في نظامه الغذائي، لارتباطه ارتباطاً شديداً بزيادة نسبة الألم، فهناك أكلات ترفع من نسبة الألم، وتحول الصداع النصفي العادي إلى نوبات يمكن أن تدخل المصاب في حالة لا وعي من شدة الألم، و تصل إلى حد الغثيان والقيء، وهذه الأعراض من أصعب أنواع الصداع النصفي»، مستدركة «ويمكن تجاوز هذه الحالة، أو التخفيف منها، من خلال بعض الإرشادات، أهمها في حال الشعور بالتعب الشديد والألم، لابد من المريض سرعة الراحة وتناول وجبة الإفطار بالتدريج، وتناول الأكل دفعة واحدة، لأنه من أبرز الأسباب التي تزيد الألم، الابتعاد عن مشتقات الألبان، الاهتمام في تناول الخضار التي لا تحوي نسبة حديد عالية، الفاكهة، والمشروبات الدافئة، فالسوائل تقلل من الألم بصورة بطيئة، بيد أنها تعمل على ارتخاء الأعصاب، والشعور بالراحة، والابتعاد عن تناول الطعام المالح، والأهم الابتعاد عن التدخين»، معتبرة «النظام الغذائي، والتعرف على تفاصيله الدقيقة من حيث نوع الطعام وكمياته، وكيفية الحفاظ على توازن غذائي سليم، أمر مهم خلال رمضان، لمرضى الصداع النصفي». أم عبدالرحمن التي تضطر أحياناً إلى الإفطار خلال رمضان، نتيجة شدة ألم الصداع النفسي، تضيف: «من تجربتي مع المرض، لاحظت أن الإنسان هو طبيب نفسه، فخلال الأيام الأولى قد يواجه مصاب الصداع النفسي، الآم حادة، ومع مرور الوقت يبدأ يخف الألم تدريجياً، بإتباع عادات سليمة من خلال مراجعة الطبيب والالتزام بالإرشادات كافة من حيث الابتعاد عن التوتر والقلق والعصبية، وكل ما يؤدي إلى ضغط، إضافة إلى التعب والإعياء أحد العوامل التي ترهق المصابين، وروائح الطبخ أحياناً، وقلة النوم التي تعتبر عاملاً رئيسياً في الدخول في نوبات حادة للصداع النصفي، وفيما يتعلق بنظام الأكل لابد للمريض أن يتعرف على نوعية الأطعمة التي ترفع من نسبة الألم، والأطعمة التي تقلل منه».