تسبب تدني معدلات عدد من خريجي الثانوية العامة، في اختباري القدرات والتحصيلي، إلى تفويت الفرص عليهم، في تحقيق أمانيهم في الالتحاق في أقسام معينة، إضافة إلى حرمان بعضهم من دخول الجامعة، على رغم تفوقهم الدراسي. وتحول حلم مهدي مصطفى، بدراسة الطب، إلى «سراب»، بعد حصوله على 75 في المئة في اختبار القدرات. ويقول: «بذلت قصارى جهدي في الثانوية العامة، إلى أن حصلت على 95 في المئة. بيد أن نتيجتي في اختبار القدرات، أدت إلى هدم حلمي». وسجل مهدي في جامعات عدة، بينها جامعة الملك عبد العزيز في جدة، والملك خالد في أبها، وجامعة الدمام، لكنه لم يُقبل سوى في الأخيرة، مبيناً أنه يشعر ب «خيبة أمل، بسبب هبوط أحلامي من الطب إلى الإدارة، بعد أن قبلت في هذا القسم، ضمن الدفعة الثالثة التي أصدرتها جامعة الدمام». وعلى رغم ذلك، فإن حاله يبدو أفضل من حسام علي، الحاصل على نسبة 90 في المئة في الثانوية العامة، و74 في المئة في القدرات، و71 في المئة في التحصيلي. لذا لم يقبل في أي جامعة، لافتاً إلى أن ما يحزنه «ليس أن آمالي وأحلامي العريضة تسربت من بين يدي، بل لأنني بحسب ما أعتقد خيبت آمال أسرتي، وبخاصة والدي، الذي حُرم من إكمال الدراسة لظروف خاصة. وكان يحلم بأن يراني أحمل شهادة مرموقة». وحول ما ينوي فعله في المرحلة المقبلة، قال حسام: «ليس أمامي سوى الالتحاق في جامعة أهلية، أو الخروج للدراسة في بلد مجاور، على حساب والدي»، وأردف قائلاًً :»أشعر بالحرج من والدي، وأخاف أن أحمِّله فوق طاقته مادياً، لذا يبدو أنني سأضطر للعمل إلى جانب الدراسة». ويبدو أن حال محمد لا يختلف كثيراً عن حال حسام، فهو الآخر لم يقبل في أي جامعة. بعد أن حصل على 90 في المئة في الثانوية العامة، فيما حصل على 67 في المئة في القدرات». وقال سامي حسين، الحاصل على 94 في المئة في الثانوية العامة، وفي القدرات 69 في المئة، والتحصيلي 66 في المئة: «لم أقبل في أي من الجامعات التي تقدمت إليها، ومنها الدمام، والملك فيصل، والملك عبد العزيز، وحتى برنامج الابتعاث في شركة «أرامكو السعودية». وليس أمامي سوى الدراسة في جامعة أهلية، أو الذهاب للدراسة في جامعة في الخارج». ملاك يحي هي الأخرى كانت تحلم بدراسة الطب. وجاءت نتيجتها 97 في المئة في الثانوية، والقدرات 64 في المئة، والتحصيلي 73 في المئة. وتقول: «لم أقبل في كل من جامعة الملك عبدالعزيز، أو الملك سعود، أو الملك فيصل، أو الدمام، ما أصابني بالتوتر. بيد أنني قبلت في الأخير في الجبيل في كلية التربية، إذ اصطدمت أحلامي بصخرة الواقع»، لافتة إلى عدم رغبتها في أن تصبح يوماً ما مُدرسة. فيما انتهى المطاف ب «إباء العوامي»، الحاصلة على نسبة 99 في المئة في الثانوية، و77 في المئة في اختبار القدرات ، والنسبة ذاتها في التحصيلي، إلى قسم إدارة أعمال الموارد البشرية في جامعة أهلية».