تثير العبارة الفرنسية الشهيرة «كوني جميلة واصمتي» حفيظة كثيرات، لأنها تختصر المرأة بجمالها من جهة، وترى أن مجرد نطقها بالكلام قد ينال من هذا الجمال، بمعنى أن المرأة هي جمال لا ذكاء فيه ولا ثقافة ولا شخصية! وبالتعارض مع هذه النظرة الذكورية الاختزالية للمرأة، تتصدر الموقع الإلكتروني «نسوة كافيه» neswacafe.com عبارة «كوني جميلة ومثقفة» كي تشدد على أن جمال المرأة يتكامل مع عقلها. يحمل الموقع هذه الدعوة البسيطة في مختلف أبوابه شعاراً له. ويروّج للمرأة المثقفة والجميلة والواعية والقادرة وذات المؤهلات التي تجعلها تجذب الأنظار، إذ بالنسبة للموقع، ليس جمال المرأة في الشكل بل يكمن أساساً في المضمون. إنها رسالة مختصرة، لكنها تقدر أيضاً على تحدي الصورة النمطية للمرأة اللبنانية المتداولة في وسائل الإعلام العام حاضراً. يمثّل موقع «نسوة كافيه» صحيفة إخبارية إلكترونية تتجدّد يومياً. ويهتم بشؤون المرأة اللبنانية وقضاياها المختلفة. ويرصد أهم الحوادث الثقافية والفنية والاجتماعية التي تهم المرأة لبنانياً وعربياً. وقال رئيس تحرير الموقع علي عطوي ل «الحياة»، إن الهدف من «نسوة كافيه» يتمثّل في «مكافحة الصورة المسيئة للمرأة اللبنانية من جهة، وإبراز قدراتها وطاقاتها، وعدم اختزالها بعنصر شكلي»، موضحاً أن الموقع «يبرز أيضاً الواقع المرير الذي وصلت إليه أحوال المرأة لبنانياً وعربياً، مع تشويه خطير لصورتها في وسائل الإعلام المختلفة، خصوصاً تلك المختصة بالمرأة، عبر التركيز على الجسد والغوص في تفاصيله، مع إهمال روح المرأة وعقلها». واعتبر عطوي أن «هناك هوة كبيرة بين وسائل إعلام المرأة والثقافة»، مشيراً إلى أن «الثقافة ليست أمراً جامداً، بل إنه يتحرك في صلب الحياة اليومية ليظهر في السلوك والأدب والأخلاق وفن التعامل مع الآخر وغيره». تشكيل رأي عام تختصر أهداف موقع «نسوة كافيه» بتشكيل رأي عام «نشط وفاعل وواعٍ بقضايا المرأة اللبنانية والعربية»، إضافة إلى تقديم صورة واقعية تعكس إنجازاتها وهمومها ومشاكلها ودورها في بناء المجتمع. وتتنوع أقسام الموقع بين الثقافي والاجتماعي والفني، مع تركيز على المرأة اللبنانية في جميع الميادين والمجالات، إذ يزخر المجتمع اللبناني بالنماذج النسائية الناجحة التي ساهمت في تقدمه. وإلى جانب المقالات والتحقيقات والأخبار، يناقش الموقع قضايا شائكة وخلافية، مثل «الاغتصاب الزوجي» و «صورة المرأة في الإعلام» وغيرهما. ويتولى موقع «نسوة كافيه» عدد من الإعلاميين اللبنانيين «ممن يسعون إلى تأسيس تجربة جديدة في الصحافة النسائية قائمة على مأسسة إعلام بديل من شأنه أن يلبي طموحات المرأة اللبنانية والعربية، في التقدّم خطوات إلى الأمام في عصر الاتصال والمعلومات»، على ما قال عطوي. تفاعل مع القراء ويولي «نسوة كافيه» اهتماماً كبيراً لملاحظات القراء، إذ يعتبر جمهوره «شريكاً وليس مجرد متلقٍّ لأخباره وتقاريره». ويشجع الموقع على التفاعل معه بطرق سهلة مثلما يظهر في قسم «بريد القراء». ويدعو قسم «مجتمع وناس» الجمهور الى المشاركة عبر إرسال صور ونصوص وأشرطة فيديو. ويتكرّر الأمر في قسم «آراء وأفكار» الذي ينشر مقالات القراء وإنتاجاتهم الإبداعية المتنوّعة. ويسمح الموقع بمشاركة مقالاته عبر مواقع الشبكات الاجتماعية على الإنترنت مثل «فايسبوك» و «تويتر»، إضافة إلى البريد الإلكتروني. وتتيح إدارة الموقع للمتصفحين التعليق على المواضيع المنشورة عبر وصلات إلكترونية مباشرة. ويملك «نسوة كافيه» صفحة على «فايسبوك» تستعرض أبرز مواضيع الموقع وتتيح للمتصفحين التفاعل معها بصورة سهلة. ويوفر الموقع فرصة البحث عن المواضيع، عبر وصلة إلكترونية تظهر في أسفل صفحاته كلها. ويقدم مواده الإعلامية مدعّمة بالصور والرسوم التوضيحية. واللافت أن عملية التنقل بين أقسام الموقع تتميز بسهولتها، بل تجري بسرعة حتى في ظل سرعة عادية للإنترنت عند متصفح الموقع. وعدد زوار «نسوة كافيه» في ارتفاع متواصل، مع ملاحظة أنه أُطلِق قبل قرابة ثلاثة أشهر، ما يشير الى إقبال متصفحي الإنترنت على التعرّف إليه.