لا يملك قراء صحيفة «الوطن» السورية «كرة سحرية»، لكنهم يستطيعون قراءة صحيفتهم قبل صدورها بخمس عشرة ساعة في اليوم التالي، وذلك عبر موقع «الوطن أون لاين» الالكتروني والملحق بأول مطبوعة خاصة تصدر من المنطقة الحرة في دمشق. ويتيح هذا الموقع الإخباري لزواره جزءاً كبيراً من المقالات الورقية ل «الوطن»، قبل النشر، وفور انتهاء الصحافيين من إنجازها لعدد الغد. ويهدف الموقع الالكتروني الذي ما زال تجريبياً، كما يأتي التعريف في صفحته الرئيسية، إلى ان يصبح «مساحة إلكترونية تمنح زوارها معلومات محلية وعربية على مدار الساعة» تحت شعار: «من كل الوطن إلى كل العالم»، آملاً بأن يلقى اهتماماً مشابهاً للصحيفة المنبثق عنها، تحت مسماها الترخيصي ب «المؤسسة العربية السورية للنشر والتوزيع»، كما يدرس تنشيط الموقع باللغتين الفرنسية والإنكليزية. يعمل «الوطن أون لاين» بستة أفراد، بمن فيهم رئيس التحرير زياد حيدر، مستفيداً من بنية تحتية بشرية وإعلامية للصحيفة الورقية الأم. يقول حيدر: «يجري تحديث الموقع باستمرار، كوسيلة إعلامية تفاعلية مستقلة، لكنها تعمل على بناء الصورة الجديدة لمطبوعة الوطن». ويعتقد حيدر أن «الإعلام المطبوع يسير إلى العالم الإلكتروني في شكل أو في آخر، وذلك مع تنشيط أهم الصحف في العالم لحركتها الإعلامية عبر مواقعها التفاعلية»، مضيفاً: «هناك ضغط في التطور التكنولوجي، والمواكبة عن طريق الإنترنت تجعلنا موجودين أثناء وقوع الحدث». ولا يلعب هنا موقع صحيفة «الوطن» أي دور مماثل لموقع «الوطن أون لاين» الإخباري، اذ يقتصر الأول على نشر المواد الورقية بدقة، من دون أي تعليق أو تداول لأخبار طارئة. يظهر تصميم موقع «الوطن أون لاين» www.alwatanonline.com ببساطته وسهولته، ناشراً الأخبار السياسية والاقتصادية والمحلية والثقافية والرياضية، بالإضافة إلى المنوعات و «ميديا الصباح» الذي يعيد نشر موادَّ من صحف عربية. ولا ينسى الموقع التذكير في أعلى صفحته الرئيسة بعناوين صحيفة «الاقتصادية» الأسبوعية الخاصة والتي تصدر عن المؤسسة ذاتها، كما يعرض صوراً إخبارية من العالم وبعضاً من أحداث سورية وأماكنها السياحية. ويترك «الوطن أون لاين» مساحة لزواره للتعبير عن قضاياهم عبر زاوية «ضمير المتكلم»، ويلاحظ المتصفح للموقع تشعب صفحته الرئيسة تجاه الأسفل بشكل زائد عن الحد البصري المريح، اذ كان بالإمكان اختصار خريطة الموقع لتكون بقية المواضيع متوافرة في الداخل عبر النقر. وعلى رغم تعدد الصور الموضوعة إلى جانب المواد، فإنها بأحجام صغيرة وتفتقر إلى شرح تحتها. ولا تتضمن المواد المنشورة مقدمة تلخيصية كما في أهم المواقع الإلكترونية العربية والعالمية، بل تترك على سجيتها كمادة منشورة في الصحف المطبوعة. ويرى حيدر أن الموقع الإلكتروني لا يحتاج إلى مبالغ مالية كبيرة لإنشائه مع اعتماد «الوطن أون لاين»على رواج وتأسيس سابق لصحيفة «الوطن»، معتبراً أن «حرية النشر ومساحته للمواضيع السياسية والمحلية لم تتغيرا بتغير الوسيلة الإعلامية إلى إلكترونية»، متابعاً: «لا نحتاج إلى أكثر من طاقم عمل مع وجود بنية تحتية لمطبوعة «الوطن». لذا نحن نستفيد من هذه البنية لإنشاء موقع إخباري متخصص». ولا شك في أن نوعية ما يقدمه موقع «الوطن أون لاين» مبني على منطقين: منطق إلكتروني سريع وآخر إعلامي متروٍ يحاذي سياسة الصحف المطبوعة، ليكون بذلك أول موقع إلكتروني سوري يعمل ب «منطق جريدة».