لندن، أوسلو – «الحياة»، أ ف ب – دفع الاعتداء المزدوج في اوسلو الذي نفذه يميني متطرف يوم الجمعة الماضي، عواصم اوروبية الى مراجعة في استراتيجيتها لمكافحة الارهاب والتي تركز اساساً على مواجهة تنظيم «القاعدة». وأعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ امس، أن لندن ستعيد تقويم اساليب التعامل مع التهديدت الارهابية بعد اعتداءي النرويج اللذين اسفرا عن مقتل 92 شخصاً وجرح 97 آخرين. وبعد تأكيد اوسلو ان منفذ الاعتداءين «مسيحي متشدد»، دعا البابا بنديكتوس السادس عشر خلال عظته في الفاتيكان امس، الى «التخلي الى الأبد من طريق الكراهية ونبذ منطق الشر». وقال البابا: «مرة جديدة تردنا للاسف أنباء موت وعنف. نشعر جميعنا بألم عميق للأعمال الإرهابية الخطرة التي شهدتها النريوج الجمعة». يأتي ذلك في وقت اعترف منفذ الاعتداءين النرويجي اندرس بيرينغ برييفيك (32 سنة) بأنه ارتكب عملاً «وحشياً» لكنه اعتبره «ضرورياً». وأكد برييفيك انه ارتكب الاعتداءين بمفرده وبعد تحضير طويل، علماً ان الشرطة شنت حملة أمنية للبحث عن شركاء محتملين له، لكن الحملة لم تسفر عن نتائج. وأعرب ينس برييفيك والد منفذ اعتداءي اوسلو عن «صدمته» لرؤية صورة ابنه تتصدر الصحف. وقال والد بريفييك المتقاعد المقيم في فرنسا لصحيفة «فيردنس غانغ» النرويجية: «كنت اقرأ الاخبار على الانترنت، وفجأة رأيت اسمه وصورته. كان الأمر بمثابة صدمة لم اخرج منها بعد». في لندن، صرح هيغ لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) بأن مجلس الأمن القومي التابع للحكومة البريطانية سيجتمع اليوم الاثنين «لضمان إيلاء الاهتمام الكافي لكل أشكال الإرهاب، والنظر في الدروس التي يمكن استخلاصها من الهجمات في النروج». وقال: «إن تنظيم القاعدة لا يزال يشكل وفي كل التقويمات أكبر تهديد ارهابي ضد المملكة المتحدة وحلفائنا الأوروبيين، والأحداث التي وقعت في النروج يجب أن لا تجعل الناس يعتقدون بأن الارهاب المستوحى من القاعدة لم يعد يشكل تهديداً». لكن هيغ أضاف أن استراتيجية المملكة المتحدة في مجال مكافحة الارهاب تعتبر أن ارهاب «القاعدة»، «ليس الشكل الوحيد من أشكال التهديد الذي تواجهه بريطانيا، ما يتطلب يقظة دائمة لدى الرأي العام وتفكير مستمر من الحكومة في حال جديدة أو نوع جديد من التهديد للتأكد من أننا نعد أنفسنا لذلك». وحذّر من أن أقوى التدابير الأمنية لا يمكنها منع كل هجوم ارهابي، معتبراً ان «الهجوم الارهابي الذي يشنه شخص واحد أو اثنين هو أصعب بكثير من محاربة شبكة ارهابية، ولذا نحتاج إلى وضع أشياء أخرى مثل التشريعات المتعلقة بالأسلحة النارية، والضوابط على المواد اللازمة لصنع قنبلة، ووضع العديد من الدفاعات الممكنة». وأضاف أن مستوى التحذير الحالي من التهديد الارهابي ضد المملكة المتحدة هو كبير ما يعني أن هناك احتمالاً لوقوع هجوم ارهابي من دون انذار.