أكد رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة في مصر المشير محمد حسين طنطاوي ضرورة تماسك الجبهة الداخلية، وذلك بعد انشقاقات وخلافات بين الثوار أنفسهم من جهة وبين قطاع منهم والجيش من جهة أخرى، مشدداً على عزم الجيش على حماية مدنية الدولة وديموقراطيتها، في محاولة لطمأنة القوى المتخوفة من تحول البلاد إلى دولة دينية على خلفية الصعود اللافت للإسلاميين. وأطرى طنطاوي كثيراً في كلمة وجهها إلى الأمة لمناسبة ذكرى «ثورة 23 يوليو» على شباب «ثورة 25 يناير»، مشدداً على مساندة الجيش لها. وقال طنطاوي إن تماسك الجبهة الداخلية وصلابتها ضرورة وطنية لمواجهة التحديات والصعاب التي تعتري مسيرة الوطن، مشدداً على الالتفاف حول هدف واحد وهو أن «مصر أولاً نضعها في قلوبنا وعقولنا ونفتديها بكل عزيز وغالٍ»، في رد منه على الخلاف بين قوى الثورة على «الدستور أولاً» أم «الانتخابات أولاً». وأضاف أن «الشعب الذي رفض الهزيمة في عام 67 وحقق نصر أكتوبر المجيد في عام 73 قادر على تخطي الصعاب وصنع التاريخ بتكاتفه وتآلفه وتعاونه والتفافه حول راية الوطن». وأكد العزم في المضي قدماً في بناء مصر «دولة مدنية حديثة، قوية بشعبها وجيشها ومؤسساتها الأمنية والقضائية، الساهرة على مصلحة الوطن والشعب، وعلى المضي على طريق ترسيخ أركان الدولة الديموقراطية التي تعزز الحريات وحقوق المواطنين من خلال انتخابات برلمانية حرة ونزيهة ووضع دستور جديد للبلاد وانتخاب رئيس جمهورية يختاره الشعب»، طبقاً لما سبق وأعلنه المجلس الأعلى للقوات المسلحة. وأضاف: «من هذا المنطلق فإن المصريين جميعاً شركاء في وطن واحد، يعيشون آلامه وآماله، تجمعه مبادئ وقيم وتقاليد عريقة ومصير واحد وهدف واحد، إيماناً منهم بأن الدين لله والوطن للجميع». وتطرق المشير طنطاوي في كلمته إلى عملية السلام وعلاقات مصر العربية والأفريقية ودول العالم، مؤكداً حرصه على علاقات قوية مع دول العالم كافة وعلى الالتزام الكامل بالمعاهدات والمواثيق الإقليمية والدولية كافة، وعلى مواصلة الجهود والدعم لعملية السلام. وأثنى طنطاوي على «ثورة 25 يناير» التي أطاحت نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك، وقال إن الشعب هو من حمل لواءها و «حظيت بحماية القوات المسلحة وتأييدها».