نفى المجلس العسكري الحاكم في مصر السبت استخدام العنف ضد المتظاهرين واتهم جماعة معارضة رئيسية بمحاولة «التحريض على الفتنة» بين الشعب والجيش. وقال المجلس في رسالة جديدة نشرها على صفحته الرسمية على موقع فيس بوك إن «الفتنة التي تسعى إليها حركة شباب 6 أبريل، للوقيعة بين الجيش والشعب ما هي إلا هدف من الأهداف التي تسعى إليها منذ فترة وقد فشلت بسبب الخطوات التي اتخذت أخيرا». ودعا المجلس «كافة فئات الشعب، إلى الحذر وعدم الانقياد وراء هذا المخطط المشبوه الذي يسعى لتقويض استقرار مصر». في غضون ذلك، تحرك عدة آلاف من المتظاهرين من ميدان التحرير إلى مقر وزارة الدفاع إلا أن قوات الجيش اعترضتهم، الأمر الذي أدى إلى وقوع اشتباكات بين الجانبين بحسب شهود عيان. ووصلت تعزيزات من الجيش إلى المنطقة وتم إغلاق كوبري 6 أكتوبر فيما ترددت أنباء عن تزايد أعداد المتظاهرين. ونفى المجلس الأعلى للقوات المسلحة، عبر رسالته، صحة ما تردد عن قيام القوات المسلحة باستخدام العنف ضد المتظاهرين في الاسماعيلية أو السويس أو أي مدينة أخرى. فيما استنكرت حركة « شباب 6 أبريل ما اسموه بمحاولة المجلس تخوينها، والتحريض ضدها، في الوقت الذي كانت تنتظر فيه استجابة المجلس لمطالب الثورة وتحقيقها بشكل عاجل، بدلا من محاولات الالتفاف عليها. وأوضحت الحركة أنها مصرة على سلمية الثورة منذ اللحظه الأولى وحتى النهاية. وقال مصدر عسكري ان حق التظاهر السلمي والذي يعد أحد الركائز الأساسية التي أقرها المجلس الأعلى للقوات المسلحة حق مكفول للجميع، وأنه لن ولم يحد عنها على ألا يتسبب هذا التظاهر في إحداث أي أضرار بالممتكات العامة للدولة أو الممتلكات الخاصة بأفراد الشعب.» الى ذلك أكد القائد العام للقوات المسلحة رئيس المجلس الاعلى للقوات المسلحة المشير حسين طنطاوى على ان تماسك الجبهة الداخلية وصلابتها ضرورة وطنية لمواجهة التحديات والصعاب التى تعتري مسيرة الوطن ، وشدد على الالتفاف حول هدف واحد وهو ان مصر اولا ، نضعها في قلوبنا وعقولنا ونفتديها بكل عزيز وغال . واكد طنطاوي في كلمة متلفزة امس بمناسبة ثورة 23 يوليو المجيدة ، العزم في المضي قدما في بناء مصر ، دولة مدنية حديثه ، قوية بشعبها وجيشها ومؤسساتها الامنية والقضائية الساهرة على مصلحة الوطن والشعب ، وعلى المضي على طريق ترسيخ اركان الدولة الديمقراطية التي تعزز الحريات وحقوق المواطنين من خلال انتخابات برلمانية حرة ونزيهة ووضع دستور جديد للبلاد وانتخاب رئيس جمهورية يختاره الشعب ، طبقا لما سبق واعلنه المجلس الاعلى للقوات المسلحة . واشار المشير طنطاوي الى انه امكن خلال الاشهر الماضية رغم الازمات التي كادت تعصف بنا ، مواجهة تلك الازمات باجراءات متعددة وبامكانات وطنية خالصة وموارد وجهود ذاتية، وتطرق المشير طنطاوي في كلمته الى الحديث عن عملية السلام وعلاقات مصر العربية والافريقية ودول العالم ، مؤكدا حرصه على علاقات قوية مع كافة دول العالم وعلى الالتزام الكامل بكافة المعاهدات والمواثيق الاقليمية. واختتم كلامه بالعمل على مواصلة تطوير القوات المسلحة لتظل الدرع الواقى للوطن والحصن المنيع للشعب ، ووجه التحية لرجال القوات المسلحة لدورهم الوطني الذي يضطلعون به وهم يرابطون على الحدود وفي كل المواقع ، لحماية مصر ارضا وشعبا ، مؤكدين ان كرامة مصر من كرامة مواطنيها.