أشاد مرشد الجمهورية الإسلامية علي خامنئي بالانسحاب الأميركي من العراق وبرفض الحكومة العراقية منح الحصانة القانونية للمدربين الأميركيين، واصفاً هذه الخطوة بأنها «صفحة ذهبية في تاريخ العراق». وقال خامنئي خلال لقائه أمس رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني الذي يزور طهران، إن رفض بقاء عناصر من الجيش الأميركي «مهم جداً وقد أتى وسط ضغط شديد إلا أن العراقيين من العرب والأكراد والشيعة والسنة وقفوا موحدين في مواجهة أميركا». وأعرب عن ارتياح الجمهورية الإسلامية إلى عودة الهدوء والاستقرار إلى العراق بعد الانسحاب الأميركي وطالب «كل الطوائف والمذاهب بالسعي والتعاون والتعاضد من أجل بناء العراق الجديد»، لافتاً إلى أن بلاده «ستقدم دعمها إلى العراق الموحد والمستقر»، داعياً إلى الإسراع في إعادة إعمار ما دمرته الحرب «وعودة العراق الموحد إلى مكانته الحقيقية». ورأي أن «الطوائف والمذاهب العراقية كلها قريبة من إيران وتربطها علاقات تاريخية مع الشعب الإيراني»، داعياً إلى تطوير هذه العلاقات. وكان بارزاني نفى علمه ببقاء قوات أميركية في العراق بعد نهاية عام 2011، لكنه قال إن «محادثات فنية تجرى بين الجانب الأميركي والحكومة العراقية حول بقاء بعض المدربين». وأضاف إن العراق «لن يشهد فراغاً أمنياً وعسكرياً بعد انسحاب القوات الأميركية». وقال إن بغداد «في حاجة إلى دعم إيران في المرحلة المقبلة من أجل الحفاظ على المكتسبات التي حققها العراقيون». إلى ذلك، قال رئيس مجلس الأمن القومي الإيراني سعيد جليلي خلال لقائه بارزاني إن «الأمن في العراق سيوفر المزيد من فرص التعاون بين البلدين»، معرباً عن اعتقاده بأن «هذا الأمن سيتعزز بعد انسحاب القوات الأميركية». ونفى وزير الدفاع الإيراني أحمد وحيدي التصريحات التي أدلى بها وزير الدفاع الأميركي عن رغبة الإيرانيين في ملء الفراغ بعد الانسحاب، معتبراً هذه التصريحات «تدخلاً للتأثير في العلاقات التاريخية التي تربط الشعبين الإيراني والعراقي». وزاد إن هذه التصريحات «أرادت استباق تلاحم الشعبين وهي تعكس حالة الهيمنة والاستكبار التي يتمتع بها الأميركيون». وأعرب وحيدي عن استعداد طهران الكامل لبدء التعاون في المجال الدفاعي مع الدول العربية الثائرة، أي مصر وليبيا وتونس، مضيفاً أن «التعاون مع هذه الدول يستلزم استعدادها ورغبتها». وأوضح أن «الدول التي انتصرت فيها الثورات الشعبية تمر حالياً بفترة انتقالية، وبعد استقرار الأنظمة فيها لن تكون لدى إيران أي مشكلة في التعاون معها». ويتوقع العراقيون وصول وزير الخارجية الإيراني على أكبر صالحي إلى بغداد في زيارة رسمية تستغرق يومين، يبحث خلالها في القضايا والعلاقات المشتركة. وأفاد مصدر في وزارة الخارجية «الحياة» أن «جدول زيارة صالحي يتضمن لقاء مع رئيس الوزراء نوري المالكي ورئيس الجمهورية جلال طالباني، على أن يلتقي في اليوم الثاني قادة الكتل السياسية ويختتم الزيارة بمؤتمر صحافي مشترك مع نظيره العراقي هوشيار زيباري». وأضاف: «ستناقش الحكومة العراقية مع وزير الخارجية الإيراني مختلف القضايا المشتركة وأهمها مشكلة الحدود والقصف المستمر للقرى العراقية شمال البلاد والاتفاق الذي أبرمه مع بارزاني أول من أمس». وكان صالحي التقى بارزاني وقال إن قضية حزب «بيجاك» (الحزب الكردي المعارض لطهران) «أصبحت في حكم المنتهية، بعد وعد رئيس إقليم كردستان أن تكون الحدود المشتركة أكثر المناطق الحدودية أمناً». وقال بارزاني إن «حزبي العمال بيجاك اتخذا خطوات في هذا الاتجاه بناء على خطة اتفق عليها». ووصف العلاقات بين إيرانوإقليم كردستان بأنها «متينة وراسخة» مثمناً دور «طهران في الوقوف الى جانب الإقليم في نضاله ضد حكم النظام العراقي السابق».