كابول، لندن - أ ف ب - تبنت حركة «طالبان» أمس، اغتيال جان محمد خان المستشار المقرب من الرئيس الأفغاني حميد كارزاي، في هجوم على منزله غرب كابول تزامن مع بدء نقل مسؤوليات الأمن الى القوات الأفغانية، وانتهاء مهمات قائد القوات الاجنبية في افغانستان الجنرال الأميركي ديفيد بترايوس. واعتبر محمد خان، الحاكم السابق لولاية اروزجان (جنوب)، ثاني مقرب من الرئيس يقتل في اقل من اسبوع، بعد احمد والي كارزاي، الأخ غير الشقيق للرئيس الذي قتل في قندهار (جنوب) الثلثاء الماضي في عملية تبنتها «طالبان» ايضاً. وقال الناطق باسم «طالبان» ذبيح الله مجاهد: «كبد مجاهدونا جان محمد خان مسؤولية افعاله»، علماً ان الشرطة اعلنت ان عناضرها قتلوا المهاجمين اللذين ارديا ايضاً النائب هاشم واتانول الذي تواجد في منزل خان، مشيرة الى سقوط احد رجالها بعد اشتباك استمر اربع ساعات. وينتمي جان محمد خان على غرار كارزاي الى اتنية البشتون، واعتبر على غرار احمد والي كارزاي، احد الرجال الاكثر نفوذاً في جنوبافغانستان، مهد «طالبان». ونجا من محاولة اغتيال نفذت عبر تفجير قنبلة قرب موكبه في 4 آب (اغسطس) 2010. وطغت عملية الاغتيال على حفلة نظمت في ولاية باميان (وسط) اول من امس لمناسبة بدء تسليم قوات الحلف الاطلسي (ناتو) مهمات الأمن الى الافغان في 7 ولايات، في عملية يقلل الحلف الاطلسي (ناتو) من اهميتها وسط الشكوك في قدرة القوات الافغانية على التصدي ل «طالبان» التي هاجمت الشهر الماضي فندق «انتركونتيننتال» في كابول، ما ادى الى مقتل 21 شخصاً. وفي كابول، سلم الجنرال بترايوس مهماته كقائد للقوات الاجنبية في افغانستان، تمهيداً لتولي منصب مدير وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي اي). وسيشغل منصب القائد الجديد الجنرال جون آلن الذي عرف بعقده تحالفات مع قادة العشائر السنية في العراق. وخلال سنة من توليه القيادة في أفغانستان في الرابع من تموز (يوليو) 2010، أشرف بترايوس على نشر 30 الف جندي أميركي اضافي ساعدت وفق «الناتو» في وقف قوة الدفع لمتمردي «طالبان» خصوصاً في الجنوب، لكن العنف بلغ العام الماضي أعلى مستوياته منذ ان أطاحت قوات امريكية وقوات أفغانية نظام «طالبان» نهاية عام 2001، كما بلغت اعداد القتلى بين المدنيين والعسكريين مستوى قياسياً. وقال بترايوس في حفلة التسليم: «يجب ان تكون رؤيتنا واضحة في شأن التحديات المقبلة»، علماً ان ثلاثة جنود اجانب قتلوا في انفجار قنبلة يدوية الصنع في شرق أفغانستان أمس. وقال الأميرال مايك مولن رئيس هيئة اركان الجيوش الأميركية المشتركة في الحفلة ذاتها: «سيتقلص وجودنا العسكري بعد عام 2014، لكن شراكتنا ستدوم بعد ذلك طويلاً». ميدانياً، ذبح خاطفون رهينتين في ولاية فرح (غرب)، وذلك بعد اسبوع على خطفهما مع 33 آخرين لدعمهم فيما يبدو الحكومة الافغانية، علماً ان 16 مخطوفاً اطلقوا اول من امس، فيما لم يعرف مصير باقي المخطوفين. وفي ولاية قندهار (جنوب)، قتل قائد شرطة منطقة ريجيستان وثلاثة عناصر امن آخرين في انفجار قنبلة زرعت على طريق. على صعيد آخر، اورد تقرير اصدرته لجنة الدفاع في البرلمان البريطاني ان «القوات التي ارسلت الى ولاية هلمند (جنوب) عام 2006 كانت سيئة التجهيز بشكل غير مقبول وقليلة العدد، ولا تمتلك القوة الكافية للانتصار على طالبان». واتهم التقرير ضباطاً كباراً ومسؤولين حكوميين بافتقاد بعد النظر لدى تولي الجنود البريطانية المهمة في هلمند من القوات الاميركية قبل خمس سنوات. وركزت اللجنة في تقريرها خصوصاً على ضعف القدرات الجوية لهذه القوات، وغياب رد فعل سريع من لندن على التهديد المتعاظم الذي شكلته الالغام اليدوية الصنع والتي حصدت العدد الاكبر من الضحايا في صفوف العسكريين البريطانيين بسبب قوتها التي فاقت التوقعات. وحدد التقرير نقاط الضعف بتزويد القوات خمس مروحيات فقط من طراز «تشينهوك»، في حين ان حاجتها الى هذه الطوافات المخصصة لنقل الجنود والعتاد كانت ضعف ذلك. وكذلك عدم تزويد هذه القوات آليات قوية لمقاومة الانفجارات الشديدة التي تتسبب بها الالغام اليدوية الصنع.