في ما اعتبِر مجزرة، قتل 40 شخصاً على الأقل في هجوم على حفلة زفاف لأحد أقارب مسؤول بارز في شرطة مديرية أرغنداب في ولاية قندهار جنوبافغانستان. ونفى الناطق باسم حركة «طالبان» الملا يوسف أحمدي وقوف الحركة وراء الهجوم، وقال: «لا مصلحة لنا بمهاجمة السكان في أعراسهم، ولو حضرها مسؤولون حكوميون». وأشار الناطق الى شهادات ناجين عن تعرضهم لقصف جوي من طائرات تابعة للحلف الأطلسي (ناتو) اشتبهت في وجود تجمع ل «طالبان»، بعدما أطلق المحتفلون الرصاص ابتهاجاً. لكن الحلف أعلن أن «التحقيقات الأولية تشير الى أن الانفجار نجم من عملية انتحارية». وأفاد بيان وقعه الجنرال نيك باركر، مساعد قائد الحلف، بأن «هذا العنف الذي لا يرحم أتى في لحظة احتفال، وشكل دليلاً على التكتيك العشوائي لطالبان الذي يثير الاشمئزاز لترهيب الأفغان. ويدل على أن طالبان لا تملك أي احترام للحياة البشرية». وزاد الهجوم تعقيدات الوضع في جنوبأفغانستان بالنسبة الى القوات الأميركية التي أعلن قائدها الجنرال ستانلي ماكريستال أن الهجوم المرتقب على قندهار «سيكون أبطأ بكثير من المخطط الأصلي وسيستغرق شهوراً». في الوقت ذاته أوضح أحد مساعدي ماكريستال في قندهار أن العملية التي تهدف الى القضاء على «طالبان» قد تتأخر الى ما بعد اكتمال إرسال التعزيزات الأميركية، وجاهزية القوات الأفغانية للمشاركة فيها، مشدداً على ان قيادة القوات الأميركية وقوات الحلف الأطلسي تريد ضمان نجاح العملية و»لو بعد مدة، وليس تنفيذها بسرعة ما يمكن ان يمنع تحقيقها النتائج المرجوة». ويتكهن خبراء في كابول بأن سبب إرجاء عملية قندهار هو تزايد الخسائر في صفوف قوات الحلف في أفغانستان منذ الأحد الماضي، والتي بلغت 24 قتيلاً بسقوط جندي بانفجار قنبلة في جنوبأفغانستان أمس، ما زاد المخاوف لدى قواته من مواجهة «طالبان» وإمكان استخدامها صواريخ مضادة للطائرات، قد تمنع مشاركة سلاح الجو التابع ل «الأطلسي» في المعارك المقبلة. وذكّر ذلك بتحذير مدير الاستخبارات الأفغانية المستقيل أمر الله صالح من أن سياسة الرئيس حميد كارزاي الخاصة بإبرام مصالحة مع «طالبان»، ستعقّد الأمور في أفغانستان، وتزيد الأخطار على القوات الأجنبية والحكومية. وخلال زيارة مفاجئة لكابول أمس، أكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون عدم رغبة حكومته في زيادة قواتها في أفغانستان بسبب تنامي العجز في الموازنة البريطانية، ما يوجه صفعة الى المطالب الأميركية التي تحض «الناتو» على زيادة قواته في أفغانستان، خصوصاً أنه يأتي من الحليف الأهم لواشنطن في ما كانت تسميه «الحرب على الإرهاب». وكانت بوادر خلاف بين موقفي لندن وواشنطن ظهرت لدى تولي القوات الأميركية القيادة في ولاية هلمند (جنوب)، حيث يتمركز 8 آلاف جندي بريطاني من اصل 10 آلاف في أفغانستان، علماً ان مصادر أفغانية كانت اشارت الى أن عدد القوات الأميركية في هلمند تجاوز القوات البريطانية التي كُلِفت القيادة في ولاية فرح غرب هلمند المحاذية للحدود مع إيران، حيث لا تنشط «طالبان» في شكل واسع.