قندهار (افغانستان) - رويترز - تقدم الرئيس الأفغاني حميد كارزاي آلاف الاشخاص الذين شيعوا أخاه غير الشقيق احمد والي كارزاي الذي قتله صديق له جندته حركة «طالبان» بالرصاص اول من امس. وعلى غرار عدد كبير من المشاركين في مراسم الدفن، اجهش الرئيس الافغاني بالبكاء داخل ضريح اخيه القتيل الذي اعتبر احد الرجال الأكثر نفوذاً في ولاية قندهار الجنوبية. وساعد غل اغا شرزائي، زعيم ابرز قبيلة منافسة لقبيلة كارزاي في قندهار والذي يشغل منصب حاكم ولاية ننغرهار (شرق)، الرئيس الافغاني على الخروج من الضريح في قرية كرز مسقط رأس عائلة كارزاي، قبل ان يرافقه الى سيارته المصفحة. ومرت مراسم الدفن من دون مشاكل وسط اجراءات أمنية مشددة عززها جنود اميركيون وعناصر من الحرس الخاص للرئيس كارزاي، ثم سمع دوي انفجارين في قندهار بعد انتهائها تبين انها تفجيرات اجرتها القوات الأجنبية في مطار مجاور، فيما نجا حاكم ولاية هلمند المجاورة من تفجير استهدف موكبه لدى عبوره صباحاً منطقة مايواند بقندهار في طريقه إلى مكان الدفن، وأدى الى جرح مسؤولين امنيين. وإثر عودته الى قصر مانديغاك مقر المجلس المحلي في قندهار، خاطب الرئيس مئات من الاشخاص بالقول: «اقترح زعماء القبائل ان أعين شاه والي كارزاي بدلاً من احمد والي كارزاي زعيماً لقبيلة بوبالزاي». ووافق زعماء القبائل الحاضرون على هذا الاختيار، ثم تقدم عدد منهم لوضع عمامة أحمد والي على رأس شاه والي، علماً ان مقتل احمد والي الذي ارتبط اسمه لسنوات بمزاعم عن علاقته بتجارة المخدرات والفساد يهدد بزيادة انعدام الأمن في جنوب البلاد المضطرب باعتباره المعقل الرئيسي ل «طالبان». وكانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون قدمت تعازيها للرئيس كارزاي في اتصال هاتفي اجرته معه، مؤكدة استمرار التزام واشنطن دعم الشعب الافغاني وحكومته في نضالهما لإرساء السلام». اما القائد الأعلى للقوات الاجنبية في افغانستان الجنرال ديفيد بترايوس الذي يغادر منصبه الاسبوع المقبل لتولي رئاسة وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي أي)، فندد بعملية الاغتيال وجدد دعم قوات الحلف الاطلسي (ناتو) للقبض على الجناة. ولا تزال تكهنات تسري حول دوافع اغتيال احمد والي كارزاي. وقال حاكم قندهار، توريالاي ويسا، لصحافيين: «يجري التحقيق لمعرفة اذا كان الامر نجم عن عدواة شخصية او وقوف جهات غريبة وراءه، خصوصاً ان القاتل سردار احمد الذي ارداه الحراس لاحقاً كان شخصاً موثوقاً به وعرفه والي كارزاي منذ سنوات، ولا يستطيع احد ان يتصور انه يستطيع تنفيذ عمل مماثل». ويرى محللون وخبراء امنيون ان كثيرين تمنوا التخلص من احمد والي كارزاي القائد الحقيقي لقندهار، فيما استبعد مسؤول امني غربي وقوف حركة «طالبان» وراء الاغتيال الذي يتزامن مع بدء القوات الاجنبية تقليص عددها وتسليم مراكزها الى القوات الافغانية، بينما يبحث حكام الولاياتالغربية عن حل سياسي يتضمن اجراء محادثات مع «طالبان» بعد عقد من المعارك. وغداة زيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لكابول، قتل خمسة جنود فرنسيين يعملون لحساب قوات الحلف الاطلسي (ناتو) ومدني افغاني في تفجير نفذه انتحاري لدى توليهم حماية اجتماع تشاوري في جوبيار بولاية كابيسا (شمال شرق). ورفع ذلك الى 306 عدد قتلى القوات الاجنبية في افغانستان هذه السنة. وتنشر فرنسا 4 آلاف جندي في افغانستان، وقتل 69 من جنودها منذ انضمامها الى العملية التي تقودها الولاياتالمتحدة والحلف الاطلسي في افغانستان نهاية عام 2001 .