أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني، في كلمة ألقاها خلال استعراض عسكري نظِم في مناسبة اليوم الوطني للجيش، أن بلاده «ستُنتج أو تشتري، من دون أن تنتظر موافقة العالم، أي أسلحة ضرورية للدفاع عن نفسها في منطقة غير عادية تتعرض لمضايقات من قوى غازية شيّدت قواعد حولنا، وتتدخل في شؤون دول أخرى وتغزوها بلا أي اعتبار لمبادئ القانون الدولي، وبلا تصريح من الأممالمتحدة». وشدد روحاني على أن القوات الإيرانية «لا تهدد الدول المجاورة أو تستهدفها، بل تهدف إلى الردع. نريد أن نكون جاراً صالحاً وأن تكونوا جيراناً صالحين لنا، وخلال العقود أو القرون الأخيرة، لم تعتدِ إيران على جاراتها أو على دول المنطقة». واعتبر أن «التفاوض السياسي وحده والسلوك السلمي سيسمحان بتسوية مشكلات المنطقة»، في وقت يتهم الغرب ودولاً في الشرق الأوسط بزعزعة استقرار المنطقة. واقترحت بريطانياوفرنسا وألمانيا أن يفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات جديدة على إيران بسبب صواريخها الباليستية ودورها في الحرب السورية، وذلك في محاولة لإقناع الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالحفاظ على الاتفاق النووي المبرم مع طهران في 2015. ووجه ترامب إنذاراً للدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق لإصلاح ما يعتبره «عيوباً مروعة» في بنوده، وهدد برفض تمديد مهلة تعليق عقوبات تفرضها بلاده على إيران، والتي تنتهي في 12 أيار (مايو) المقبل. وفي ظل التوترات السياسية مع واشنطن، قرر مجلس الوزراء الإيراني بدء استخدام عملة اليورو بدلاً من الدولار في المعاملات الرسمية الأجنبية على رغم أن غالبية التجارة الخارجية للبلاد ما زالت تحصل بالدولار، كما يستخدمه الإيرانيون في السفر والادخار. وكان ولي الله سيف، محافظ البنك المركزي الإيراني، صرح الأسبوع الماضي أن خامنئي رحب باقتراحه إحلال اليورو بدلاً من الدولار في المعاملات الأجنبية لإيران «لأن لا مكان للدولار في معاملاتنا اليوم». والمعاملات المصرفية التي يُستخدم فيها الدولار صعبة فعلاً بالنسبة إلى إيران بسبب أخطار قانونية جعلت البنوك الأميركية غير راغبة في العمل مع طهران. كذلك، قد تتعرض شركات أجنبية لعقوبات إذا أبرمت صفقات بالدولار مع إيران حتى في العمليات التي تشمل فروعاً غير موجودة في الولاياتالمتحدة. ودفع ذلك فرنسا إلى اتخاذ قرار طرح ائتمانات مقومة باليورو لمشتري السلع الأوروبية الإيرانيين من أجل إبقاء تجارتها في منأى عن العقوبات الأميركية. وكان التلويح بعقوبات أميركية تسبب في زعزعة استقرار سوق الصرف الإيرانية في الأشهر الأخيرة. وفقد الريال نحو نصف قيمته في السوق الحرة بين أيلول (سبتمبر) 2017 والأسبوع الماضي، إذ هوى إلى مستوى قياسي في مقابل الدولار وصولاً إلى 60 ألف ريال قبل أن تحدد السلطات 42 ألف ريال مقابل الدولار سعر صرف ثابت، وتحذر الإيرانيين من أنهم سيواجهون عقوبات إذا استخدموا أسعار صرف أخرى. على صعيد آخر، أعلن المرشد الأعلى علي خامنئي أنه سيُوقف رسائله عبر حسابه على تطبيق «تلغرام، وسيستخدم تطبيقات محلية لبعث الرسائل، مثل «سوروش» و «غاب»، «صوناً للمصلحة القومية». وتتحدث إشاعات عن احتمال توقف كل خدمات الرسائل الأجنبية في إيران السبت المقبل، وفي مقدمها تلك على شبكة «تلغرام» التي تضم 40 مليون مستخدم. منعت وزارة التربية الأحد المدارس من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي الأجنبية للاتصالات، وأجبرتها على «استخدام شبكات التواصل الاجتماعي الداخلية». وجمّدت السلطات موقتاً موقع «تلغرام» خلال موجة الاحتجاجات التي شملت مدناً عدة مطلع العام الحالي، بعدما اتهمتها بالسماح لمجموعات «مناهضة للثورة» متمركزة في الخارج باستخدام المنصة لتأجيج الاضطرابات. وفي الأشهر الأخيرة، جرى تطوير منصات شبيهة ب «تلغرام»، بينها «سوروش» التي تضم 5 ملايين مشترك، و «غاب» (1,3 مليون). وتؤكد السلطات أن هذه الشبكات تقدم ضمانات السرية ذاتها التي تؤمنها الشبكات الأجنبية. ويُستخدم موقعا «فايسبوك» و «تويتر» بدرجة أقل في إيران. وهما محجوبان لكن يمكن الوصول إليهما عبر شبكة «في بي أن» الافتراضية الخاصة. ولم يعلن مكتب خامنئي الذي يستخدم خمسة حسابات على «تويتر» بالفارسية والإنكليزية والعربية والإسبانية والفرنسية، نيته التخلي عنها.