يشعر رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بالحزن لتورط اسم فريق «فنر بخشه» لكرة القدم الذي يشجعه، بفضيحة الفساد والرشوة في الدوري التركي الممتاز، وذلك بعد توقيف 20 من ابرز الشخصيات في عالم الكرة التركية، في مقدمها عزيز يلدرم رئيس نادي «فنر بخشه» وأحد كبار رجال الأعمال. لكن أردوغان يدرك في الوقت ذاته، أن ما يحدث سيُمكنه من تسجيل هدف جديد في مرمى الجيش، ولو على حساب فريقه المفضل وسمعته. وفي وقت تناقش الأوساط الرياضية في تركيا تبعات هذه القضية على فريق «فنر بخشه» بطل الدوري، واحتمال حرمان النادي من حقه في المشاركة في دوري أبطال أوروبا بل وسقوطه الى الدوري الثاني في تركيا العام المقبل، كشف الصحافي شامل طيار الذي رقاه أردوغان الى نائب في الحزب تقديراً لجهوده في كشف تفاصيل المخططات الانقلابية لتنظيم «ارغينيكون» في الإعلام، أن طرف الخيط في الفضيحة الجديدة يمتد الى منابع تمويل التنظيمات الانقلابية التي قال إنها تتغذى من عمليات تبييض أموال وتهرب من الضرائب، يقوم بها بعض الأندية ورؤسائها. وتفيد تقديرات بأن عائدات الاقتصاد الكروي في تركيا تفوق 500 مليون يورو سنوياً، إذ تشير اتهامات الى مبالغة رؤساء الأندية في أرقام صفقة شراء لاعب أجنبي فيسجلون في الأوراق الرسمية أنهم اشتروه بعشرة أضعاف ما دفعوه، مستفيدين من هامش الضرائب الضيق على هذه العمليات، لتُشكل غطاء لحركة ملايين الدولارات التي كانت تدفع رشاوى لبعض الرياضيين للتلاعب بنتائج المباريات من خلال عدم تسجيلهم أهدافاً أو حتى غيابهم. هنا بدأ لون القضية وطعمها يختلفان، خصوصاً أن مراقبين وصحافيين كثراً تساءلوا منذ البداية عن مغزى تسليط الأضواء على عزيز يلدرم وفريق «فنر بخشه»، على رغم أن ملف القضية يتهم عديدين في عدد من الأندية الأخرى أيضاً. وبعد مراجعة سريعة لعلاقات يلدرم، ظهرت علاقاته التجارية القوية مع الجيش، فشركاته التجارية معتادة على التعاقد مع الجيش والفوز بمناقصاته، كما ان صداقة قديمة تجمع الرجل بقائد الأركان السابق يشاربيوك أنيت، ما أفسح في المجال للقول إن التحقيقات لن تتوقف عند الرشاوى، وإنما قد تمتد لملاحقة حركة مئات الآلاف من الدولارات التي ربما وجدت طريقها لتمويل مخططات تنظيم «أرغينيكون» الانقلابي، ما يشكل جزءاً من جبل الجليد الظاهر حاليا في صورة أزمة رياضية «كروية». توقيت الأزمة بعد الانتخابات، يشير الى تنسيق بين الحكومة ومدعي التحقيق الذي تجنب حرمان «حزب العدالة والتنمية» الحاكم من أصوات الملايين من مشجعي فريق «فنر بخشه» الأكثر شعبية وشهرة في تركيا، خصوصاً بين الأوساط الفقيرة. ولكن ليس التوقيت وحده ما يثير الانتباه وإنما التركيز على شخصية يلدرم، علماً أنه هو صاحب الحملة الشعبية لإعداد قانون يجرم الرشوة ويضبط حركة المال في النشاط الكروي، أقره البرلمان في نيسان (أبريل) الماضي.