يستعد وفد حكومي كردي بارز برئاسة نيجيرفان بارزاني للتوجه قريباً إلى بغداد، لعقد محادثات استكمالاً للتفاهمات حول ملفات الخلاف على رأسها حصة إقليم كردستان في الموازنة الاتحادية وصادراته النفطية. وكشف المستشار الإعلامي لنائب رئيس حكومة الإقليم سمير هورامي، أن «وفداً كردياً بارزاً برئاسة رئيس الحكومة نيجيرفان بارزاني، ونائبه قوباد طالباني، وعضوية عدد من الوزراء، سيتوجه إلى بغداد قريباً لإجراء محادثات مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في شأن الملفات العالقة، ومنها حصة الإقليم من الموازنة الاتحادية». وأفادت تسريبات حصلت عليها «الحياة»، بأن «الخلافات حول صادرات الإقليم النفطية ستكون ضمن أجندة الوفد». وكانت حكومتا بغداد وأربيل نجحتا في «تطبيق تفاهمات أولية» بعد انفراج أزمة استفتاء الانفصال، والتي سمحت أربيل بموجبها بإخضاع مطاراتها ومنافذ حدودية للسلطات الاتحادية مقابل رفع الحظر عن الرحلات الدولية إليها، بالتزامن مع إطلاق بغداد دفعة مالية من رواتب الموظفين الأكراد، على أن تتكفل حكومة الإقليم بتكملة المبلغ الشهري المطلوب لدفع الرواتب من إيراداتها النفطية. وتأتي هذه التطورات، في وقت جددت واشنطن دعمها استمرار الحوار بين بغداد وأربيل، خلال اجتماع سفيرها في بغداد دوغلاس سيليمان مع نجيرفان. وأوضح بيان كردي أن «السفير الأميركي قدم مواساته لرئيس وزراء الإقليم بوفاة شقيقه، وتطرق الجانبان إلى التطورات التي تشهدها المنطقة عموماً، والانتخابات العراقية المقبلة والعلاقات بين أربيل وبغداد على وجه الخصوص». وأكد سيليمان «دعم واشنطن للحوار بين الحكومتين»، مشدداً على «ضرورة التنسيق بين الجميع من أجل التصدي للإرهاب، بعد التهديدات المرتبطة بعودة تنظيم داعش». وأجرى السفير الروسي لدى العراق مكسيم مكسيموف سلسلة محادثات مع المسؤولين الأكراد تناولت ملفات عدة، منها التطورات في العراق والمنطقة والعلاقات الاقتصادية، والخلافات بين أربيل وبغداد. وأكد ماكسيموف خلال اجتماع مع زعيم الحزب «الديموقراطي الكردستاني» مسعود بارزاني (الرئيس السابق للإقليم)، «استعداد الشركات الروسية لتعزيز علاقاتها مع الإقليم في قطاعات النفط والاقتصاد»، مشدداً على «أهميته بالنسبة إلى روسيا». وأشاد بارزاني ب «مواقف موسكو المتوازنة والواقعية تجاه الظروف السياسية والتحديات التي واجهت الإقليم خلال الأشهر الماضية»، في إشارة إلى تداعيات أزمة الاستفتاء. وأبلغ مستشار مجلس أمن الإقليم مسرور بارزاني في لقاء منفصل مع مكسيموف، أن «ليس لدى أربيل أي فيتو على أي قائمة أو جهة سياسية تشكل الحكومة العراقية الجديدة بعد الانتخابات البرلمانية المقبلة، سوى ما يتعلق بضرورة احترام الدستور والالتزام به». وحض على «تكثيف الجهود لإعادة الاستقرار، وضرورة أن تشعر كل الطوائف والقوميات بالاطمئنان». وأعرب مكسيموف عن أمله «بأن يكون نجاح الانتخابات دافعاً لحلّ الخلافات».